الجيش يضرب 80 في المئة من رؤوس تجارة المخدرات

الجيش يضرب  80 في المئة  من رؤوس تجارة  المخدرات

ضبط معامل مخدرات (مديرية التوجيه)

تتهاوى رؤوس كبيرة في تجارة المخدرات الواحدة تلو الآخرى . وتتهاوى معها  من معامل تصنيع المادة وإنتاجها، في الحرب على المخدرات التي يشنّها  الجيش، بعد انتهائه من حرب فجر الجرود. وهي بدأت قبل حوالى خمسة اعوام، لتتكثف في الاشهر الأخيرة، ولا تزال الى يومنا.

تٌعدّ الحرب على المخدرات من اصعب انواع الحروب، والتمكن من السيّطرة عليها كليًّا اصعب من القضاء على سلاح محصور وجوده في بقع محددة، حيث يمكن وضع حدّ لنهايته، بخلاف القضاء على اوكار المخدرات وضرب رؤوسها. فهي تجارة مربحة بالنسبة الى المتاجرين بها، تستولد ملايين الدولارات بصفقة واحدة. ولا تكاد تخبو حتى تطلّ برؤوس جديدة، بأوجه مختلفة ما يستوجب متابعة حثيثة ومتواصلة من الاجهزة الأمنية للجم هذه التجارة التي تبحث دائمًا عن ارض رخوة لتنمو وتنشط. مثلما تحتاج الى جهد وعديد وعتاد لمجابهتها.

 يخوض الجيش حرب القضاء على اوكار المخدرات باللحم الحيّ وبذل الدماء، والجهد الجهيد بامكانات محدودة . واستطاع تحقيق انجازات متقدمة في ضرب التجار بنسبة بلغت ، في تقدير مصادر أمنية،80 في المئة،مع ما إستتبع ذلك من القضاء على اوكار ومعامل تصنيع المخدرات تغذّي هذه التجارة. لقد نجح حتى الآن في حربه هذه، وبلغ خطوة متقدمة في عملية تضييق الخناق على هذه الفئة الخطرة ، في حين تمكّن  احد كبار تجار المخدرات من الفرار خارج البلاد بعد تفكيك معمله لانتاج الكبتاغون والكوكايين.وقُدرت موجوداته بملايين الدولارات. 

علميّا يؤدي ضرب الرأس الى شلّ الاعضاء المتفرّعين منهم ، ولاسيما لجهة مروّجي هذه المادة. وتشهد تقارير قوى الامن الداخلي توقيفات متتالية من هذه الفئة وضبطيّات بالجرم المشهود تعمل على بيع مواد مخدرة.

   لم يكد بيان  مديرية المخابرات في قيادة الجيش يعلن عن توقيف المعروف ب"امبراطور الحشيشة" نوح زعيتر ،بعد أشهر على رصد عناصرها تحركاته، حتى أعلنت المديرية، بعد يومين، وفي حادثين منفصلين، عن ضبط مصنع للمخدرات في بلدة القُصر قضاء الهرمل، ولم يتم توقيف أحد بنتيجة هذه العملية. 

توقيف نوح  زعيتر مرّ هادئًا في مكمن مُحكم شبه دائري نفذته عناصر المخابرات في جرد بلدته في الكنيسة،حيث سلّم نفسه من دون مقاومة،بعدما ادرك ان اللجوء الى ذلك سيودي بحياته.وقد سُمع في عبارات اطلقها بعد توقيفه، جرى بثها تلفزيونيًا، يطلب في مضمونها  إطلاقه.

وبتوقيفه نفذّت مذكرات التوقيف الصادرة في حقه غيابيًا، فيما تسقط تلقائيًا الأحكام الغيابية الصادرة في حقه،لتُعاد محاكمته في جلسات علنية في الملفات العدة العالقة.

   قبل سقوط النظام السوري السابق شهدت المنطقة السورية المتاخمة للحدود اللبنانية حركة ناشطة لتصنيع مخدرات ،اندثرت بعد تولّي الرئيس احمد الشرع السلطة، وقطْع طريق تسويقها من سوريا الى الخارج وعبر الاردن. وانتقل بعض هذه المعامل الى مناطق متاخمة للحدود في البقاع .وضبطت قوى الامن الداخلي  عمليّات عدّة لمحاولة تهريب مخدرات الى الخارج، فيما توالت عمليّات الدهم التي نفذها الجيش تباعًا على مكامن التجار ودهم معامل تصنيعها. وبذل عناصره الدماء، وآخرها تشييع شهيدين سقطا خلال عملية دهم في حي الشراونة في بعلبك "لتوقيف احد المطلوبين بجرائم مختلفة بينها إطلاق النار بتواريخ مختلفة على دوريات للجيش والتسبب بقتل أربعة عسكريين وإصابة ضابط، إضافة الى الخطف والسرقة والسلب بقوة السلاح والإتجار بمخدرات، بحسب بيان الجيش".

 

اقرأ المزيد من كتابات كلوديت سركيس