الكاتبة البرتغالية Lidia Jorge تكتب انطلاقا من يوميات والدتها في دار العجزة قبل وقت قصير من وفاتها. رسالة حبّ وحكاية عن امرأة سجّلت يومياتها، وكتبت عن تدهور صحتها، عن علاقتها بالآخرين وعائلتها، بالحياة والموت. تفاصيل يومية في دار العجزة، عن المرضى والممرضين عن الهموم التي يتشاركها الجميع، حيث المرض والشيخوخة، وحيث العقل يحاول الحفاظ على ما تبقى. كتاب يعيد بتفاصيله الدقيقة التذكير بعلاقة الابناء بأهلهم في سنّ متقدمة، وبما ينتظره الآخر من الحياة. لغة بسيطة ومؤثرة، عن وجه آخر من الحياة.

من الافلام الكلاسيكية عام 1977 ، بطولة Marie-France Pisier ، حكاية العشق المجنون، والمواقف المتقاطعة والغريبة، والشغف المطلق، والانتقام بطريقة عجائبية. تصبح الشخصيات اكثر تعقيدًا، واكثر حدّة في الذهاب الى اللاعودة في اتخاذ قرارات مصيرية. بين الجنون في الحب، والجنون في الانتقام، ردًا على الخيانة، تصبح الشخصية الرئيسية مدعاة للسؤال عن الذنب الذي اقترفته. في اداء مميز لممثلة عرفت كيف تطوّع وجهها وحركتها من اجل دور مميّز. 

من كلاسيكيات السينما، لعام 1967،  فيلم الحب والجرائم وسرقة المصارف والمتاجر  خلال الازمة الاقتصادية، والعلاقة بين رجل وامرأة، والشراكة حتى الموت. بين  Fay Dunaway وWarren Beatty، العلاقة التي تكشف الصراع بينهما والآخرين حول اسلوب الحياة. القصة المستوحاة من شخصيتين حقيقيتين، نقلهما Dunaway  و Beatty، باسلوب رومانسي طغى على الجرائم التي ارتكباها. لكن شخصية Bonnie، تعطي سحرًا للفيلم، بوجه جميل وبارد وعاشق في الوقت نفسه. اناقة وصورة كلاسيكية مميزة، عكستها الممثلة الاميركية فصار الثنائي من اشهر ثنائيات السينما. وحفرت  من خلاله Dunaway  اسلوبها وحضورها السينمائي.

 ثمة شخصيات نصادفها، نسمع عنها، قريبة او بعيدة، شخصيات محببة، لكنها غريبة. تصرفات مبالغ فيها، من تبذير من دون حدود، الى فقر مدقع. حنان وقسوة، اخبار تكاد تكون خيالية، ورغم كل ما يجتمع حولها تعيش وحيدة وتموت وحيدة. في كتاب Florence Seyvos ، كل ذلك. عن زوج الام، وتأثيراته على العائلة، التي تتعامل معه على انه مجموعة شخصيات، واحدة حزينة وواحدة فرحة واخرى مشاغبة واخرى عاملة. حكاية رجل متعب، يبالغ، ويبالغ، الى الحد الاقصى، لينتهي وحيدًا.كتاب عن  شخصية متنقلة من مكان الى آخر مع كل تناقضاتها، لكنها تشد القارىء، لانه بلا شك صادف واحدة مثلها يومًا ما. 

في  كثير من الروايات في السنوات الاخيرة، نزعة للحديث عن الطبيعة والعودة اليها، وترك كلّ شيء من اجل التمتع بها، وبالحياة البسيطة. لكن مع ذلك ثمة مكان دائم للمشكلات، وصعوبة التأقلم مجددا مع الارض. رواية الكاتبة الاسبانية Sara Mesa  تأخذ المنحى ذاته مع تفاصيل اليوميات التي تعيشها امرأة تترك كل شي لتبحث عن حياة جديدة. لكن المشكلات الانسانية واحدة، العلاقة مع الجيران، صاحب المنزل وعاداته الغريبة، والقساوة في النظرة الى الاخر، والوحدة التي تعيشها المرأة  بعيدا عن الجميع، وسط اسئلة الناس واستغرابهم.