نزع سلاح حزب الله: الحديد وحده لا يكفي

نزع سلاح حزب الله: الحديد وحده لا يكفي

ثمة قراءة خارجية اميركية وعربية حيال خطة نزع السلاح في لبنان، وما بعد تسليم السلاح اذا تمّ فرضًا. تقول هذه القراءة الآتي:

ما يطلبه لبنان من الخارج من مساعدة، يفترض ان يكون في الاتجاهين. اي ان يلبي لبنان كذلك ما يطلبه الخارج منه. وما يقال اليوم، لا يتعلق بنزع سلاح الحزب كـ" حديد". لان هناك ما يسمى باللبناني " الوهرة" وهي حاليا ليست في يد الدولة اللبنانية. ما تعني به هذه الدوائر هو ان الخارج يتعاطى مع دولتين حاليّا، اي جيشين، ولبنان الرسمي لم يحسم خياره اي جيش يريد ان يكون فعليّا متوليّا لكل الوضع العسكري. اضافة الى ان لبنان، رئاسة وحكومة، اضافة الى قوى سياسية مناهضة لحزب الله، يضع كل اثقال وضع الحزب على ايران. وتاليّا فان المطلوب لبنانيّا ان يتمّ الكلام مع ايران، اميركيًّا وسعوديًّا من اجل "اقناعها" بضرورة تخلي حزب الله عن سلاحه. في حين ان القراءة مختلفة لدى واشنطن والسعودية، الاولى ترفض الكلام مع ايران والثانية لديها علاقات معها، لكنها تعتبر ان ما يفترض على القوى السياسية اللبنانية القيام به، يتعدى ما تطلبه هي من علاقتها بايران.  

اثبتت التجربة اللبنانية ان السلاح الثقيل ليس هو وحده الذي يفرض سطوته، على الداخل اللبناني( ولعل حادثة مقتل الشاب ايليو ابو حنا في شاتيلا، كما غيرها من حوادث القتل العشوائي، مثال على ذلك). اذ لولا اسرائيل لما كانت واشنطن مهتمّة الى هذا الحدّ بنزع سلاح حزب الله.

الا ان ما يريده الاميركيّون، هو جواب عن سؤال كبير، ماذا بعد نزع سلاح حزب الله، ولماذا التركيز لبنانيّا، وكما ورد على لسان رئيس الحكومة نواف سلام ضرورة الغاء الجناح العسكري للحزب، بحيث بدا الكلام ايجابيّا. لكنه يضمر في الخلفية الابقاء على النفوذ السياسي. بحسب ما يراه الاميركيون، ويركزّون عليه هو ان هذا الملف شأن داخليّ لبنانيّ. وثمة تشديد على هذه النقطة. فلبنان بات خاضعًا لتأثيرات حزب الله ولو نُزع سلاحه. بدليل ما حصل منذ انتخاب الرئيس جوزف عون، وكلام الحزب نفسه عن تسويات جرت معه، قبل انتخابه، اضافة الى المسار الذي يسلكه الحزب في الداخل، عبر الحكومة ومجلس النواب والادارة والمؤسسات كافة. ويجد الاميركيّون ان ثمة " تخاذلًا" بالمعنى الحقيقي من جانب القوى السياسية في ابقاء سطوة الحزب على الدولة والادارة ( وهذا جزء من تركيز خارجيّ اساسيّ)  والمؤسسات الامنيّة من دون ان يكون لهذه القوى اي "رغبة" في وقف هذا المسار.لا بل ان ثمة محطات حصلت اخيرًا في المجلس النيابي والحكومة والتعيينات دلّت على ان الحزب سرعان ما يفرض ارادته من ضمن عمل الثنائيّ، في حين ان خصومه يتلكأون في المواجهة، لاسباب غير مُقنعة عند سؤالهم. لذلك يتحول الجواب الخارجي عن سؤال ماذا بعد نزع سلاح حزب الله، الى تأكيدات بالقول" انها مهمة الداخل اللبناني". واذا كان الممرّ الاساسي يتم من خلال الانتخابات النيابية، الا ان هناك شعورّا اعمق لدى الاميركيين والسعوديين ان العجز اللبناني بات اكبر من اي انتخابات قد لا تغيّر الكثير.

 

اقرأ المزيد من كتابات هيام القصيفي