في لحظة سياسيّة دقيقة، تتقاطع فيها الاشتباكات الكلاميّة مع الاستحقاقات الدستورية، وتتجلّى بحدّة خطوط التماس بين الحلفاء والخصوم، جاءت إطلالة رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر موقع "كافيين دوت برس" لتشكّل محطة سياسية مهمة، تحمل رسائل واضحة ومواقف حاسمة، وتقدم قراءة مباشرة لطبيعة العلاقات والتحالفات، داخليًّا وخارجيًّا.

هذه الإطلالة الأولى بعد نجاح بري بتأمين النصاب القانوني لجلسة الخميس وما رافقها من تصعيد في مواقف رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، لم تكتف بالرد على السجالات،إنّما أرست إطارًا لتحديد خطوط المواقف السياسية في المرحلة الراهنة.

في هذا اللقاء، سمّى برّي الأمور بأسمائها، واضعاً النقاط على الحروف في أكثر من ملف شائك. فأكد لموقعنا أن القانون المعمول به هو "قانون جورج عدوان"، مشيراً إلى أنه هو من صاغه ووضعه. 

وأضاف: "من المفترض أن يكون جعجع في موقع التعاون مع مختلف القوى السياسية، إلا أنّ الأخير بحسب برّي يعتبر نفسه "Number One"، وكأن لا أحد قادر على مواجهته.

ولفت برّي إلى أنه تعمّد عدم الانخراط شخصياً في السجال، حرصًا على عدم توسيع رقعة الخلاف السياسي، لذلك أوكل مهمة الردّ إلى النائب علي حسن خليل، بهدف احتواء الإشكال وعدم تضخيمه، مؤكداً في هذا الإطار أنه لا يسعى إلى أي صدام مع "القوات" بل على العكس تماماً، فإن قنوات التواصل لا تزال مفتوحة، ولا سيما مع النائب ملحم رياشي، الذي وصفه بأنه "شخصية منفتحة على الرأي الآخر وقابلة للحوار".

واتهم رئيس مجلس النواب عضو المجلس السياسي في "القوات"، جوزف جبّيلي، بانه يقوم بنقل مواقف عنه إلى الجانب الأميركي، في خطوة اعتبرها جزءًا من تحرك سياسي خارجي يستهدفه.

من جهة اخرى اكدّ ان  "العلاقة مع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل مقطوعة بالكامل، ولا تشهد أي شكل من أشكال التواصل في المرحلة الحالية. 

على صعيد آخر، تحفّظ بري عن الكلام حول المبادرة المصرية، أما في ما يتعلق بعلاقته بالدول العربية، فشدّد على أن هذه العلاقة لم تنقطع يوماً، مؤكدًا  أنه يتمتّع بعلاقة ممتازة مع المملكة العربية السعودية، وأن التواصل معها قائم على قاعدة الاحترام المتبادل والثوابت العربية.