برّاك اكدّ علنًا ما يرفض لبنان سماعه
الموفد الاميركي طوم برّاك في بعبدا
كان لبنان الرسمي يحتاج الى بيان علني تفصيلي من الموفد الاميركي طوم برّاك، للموقف الاميركي ورؤيته تجاه لبنان، وسوريا، كي لا تحوّر الجهات الرسمية الموقف الاميركي الحقيقي.
فللمرة الثانية، بعد اطلالته عبر"سكاي نيوز عربية" يتحدث الموفد الاميركي صراحة عما ينتظر لبنان. وفي ما قاله علانية، جزء اساسي وكبير قيل للمسؤولين اللبنانيين، مباشرة، بأن العمل ضروري وواجب سريعًا من اجل حصر السلاح، وان الذرائع التي يقدمها لبنان لم تعد مقنعة. ولعل اكثر من اشارة ألمح اليها تتعلق بالسعودية. وذلك ينسجم مع ما ينقل سابقًا عن ان واشنطن والسعودية غير راضيتين مطلقًا على اداء السلطة السياسية بشقيها الرئاسي والحكومي، في مقاربة ملف سلاح حزب الله. كما تلميحه الى دور ينتظر السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى، الذي تحاول جهات رسمية التسويق على انه"في جيبها" وانه أقرب الى رؤيتها منه الى رؤية الفريق الاميركي المكلّف متابعة الملف اللبناني.
ودور السعودية يتعدى الاطار السياسي المباشر، في تعاطيها مع ملفات لبنان في المنطقة ومساهمتها في تخفيف اي ضغط يمكن ان يحدثه الوضع السوري والحكم الجديد في دمشق.لانه يتعلق في شق اساسي بتمويل مشاريع مرسومة للبنان سواء لجهة المؤتمرات الدولية او المساعدات المباشرة لاحياء الوضع الاقتصادي فيه. وكل ذلك بات مرهونًا بخطة حصر السلاح.
يأتي كلام برّاك، في اللحظة التي كان رئيس الجمهورية يحاول التسويق لفكرة التفاوض غير المباشر مع اسرائيل، قبل ان يحمّل الرئيس نبيه بري اسرائيل مسؤولية فشل فكرة التفاوض. الامر الذي لا تريده واشنطن، بل تريد الذهاب الى تفاوض مباشر، رغم الاقتناع أن عون لن يتمكن من الخروج من تحت غطاء حزب الله في تطويقه اي فرصة للتفاوض المباشر. لذا صار متوّقعًا ان يرتفع سقف الضغط من جانب حزب الله، في الوضع الداخلي من اجل عدم تحويل التفاوض فرصة للانقضاض عليه سياسيّا. المشكلة في هذا المشهد هي في غياب الاستراتيجية الواضحة، لدى الفريق المناهض لحزب الله، في مواجهة سيناريوهات الحزب، وهو الذي يتماهى مع كلام الاميركيين وبرّاك تحديدًا. لان هذا الفريق لا يزال يحتكم الى سقف الرئاسة والحكومة ولا يريد افتعال مشكلة داخلية معهما. وكذلك لا يزال يسلّم بالجيش كضامن لخطة نزع السلاح بحسب ما عرضها في مجلس الوزراء. رغم علمه ان هناك تفاصيل تقنية ولوجيستية ينفذّها الجيش جنوب الليطاني، ولا يوافق عليه الاميركيون، لانها تبقي لحزب الله بنية تحتية من شأنها ان تساعده في اعادة ترتيب اوضاعه العسكرية.
وما يقلق هذا الفريق، ان رغم كلام الموفدين الاميركيين والموقف السعودي الواضح تجاه عدم تقديم اي دعم مادي للبنان ما دام السلاح لم يُسلّم، فان لا تفكير جديّا باليوم التالي. اي في حال لم يتمكن الجيش من حصر السلاح وفق روزنامة اميركية. الثاتبة الوحيدة حتى الان في نظره ان الحزب قد يلجأ الى تطيير الانتخابات وهو الامر الذي حذَر منه برّاك، ويخشى السعوديون كذلك حصوله. لذا تسير الضغوط الخارجية على خطين السلاح من جهة وضرورة اجراء الانتخابات من جهة اخرى.
ثمة سابقة حصلت عام 2005، وهو ان الاميركيين ضغطوا بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وخروج الجيش السوري من لبنان من اجل اجراء الانتخابات النيابية بالقانون الذي كان ساري المفعول 2000. وهكذا حصل. واليوم ورغم صعوبة تطبيق اقتراع المغتربين وفق ما ارادته القوى المناهضة لحزب الله، فان الضغط سائر لاجراء الانتخابات في موعدها. وبرّاك اعطى اشارة واضحة عن هذا المسار.