اسرائيل والمنطقتان العازلتان في لبنان وسوريا
بلدات الجنوب الحدودية
الاعتقاد في لبنان لدى بعض الوسط السياسي ان مشاركة مدنيّ، السفير سيمون كرم، في اجتماعات الميكانيزم، رفعت الضغط عن لبنان، اعتقاد خاطىء بحسب المطلعين على نقاشات اميركية في واشنطن. الصحيح ان لبنان الرسميّ اعتقد ان القبول بتوسيع المشاركة اللبنانية، سيخفف الضغط الاسرائيلي عليه، ويكسبه مزيدًا من الوقت، الا ان تلك المحاولة لا تعني اسرائيل بالمطلق.
اسرائيل وقبل زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتناياهو الى واشنطن، سبق ان ابلغت الادارة الاميركية ما مفاده، ان شيئًا لم يتغيّر بالنسبة اليها، في شأن استمرار استهداف حزب الله. ما حصل هو ان مستوى الضغط الاسرائيلي كان كبيرًا جدًا ومرفقًا بتوسيع رقعة التهديدات والاهداف التي تساوي لبنان بحزب الله، جعل لبنان يرضح لتوسيع الميكانيزم. ما سمح لواشنطن ان تتدخل لتخفيف الضغط الاسرائيلي على لبنان. لكن هذا لا يعني ان اسرائيل ستتراجع عن بنك الاهداف التي تريد تحقيقه في شأن حزب الله. واستطرادًا فانها مستمرة في ضرب ما تراه مناسبًا، حتى لو استمرت اجتماعات الناقورة، وتوسعت اللجنة اكثر وضمت مزيدًا من المدنيين.
ما تريده اسرائيل بحسب المعلومات لا يزال عالقًا عند نقطة اساسية سبق ان تحدث عنها الرئيس الاميركي دونالد ترامب.اي المنطقة الاقتصادية، لكن هذه المنطقة، في عرف اسرائيل تنطلق من اقامة المنطقة العازلة. ولم يكن نتنياهو غافلًا عن ذلك حين اعلن عن رغبته، لمرتين في اسبوع واحد، في منطقة عازلة جنوب سوريا، وبقاء الجيش الاسرائيلي فيها. وهو بذلك يريد ضمان منطقتين عازلتين، في لبنان وسوريا، وهما شرطان يضعهما امام ترامب. اما المفاوضات في شأن توسيع اطار الدول التي تنضم الى الاتفاقات الابراهيمية، وتحديدًا السعودية، مقابل دولة فلسطينية فليست في اولوياته حاليًا. وهو يخفف من اهمية قبول السعودية، حين تصبح اهدافه تأمين الساحات المجاورة له.فما يريده هو تغيير وجهة المناطق في دول المواجهة مع اسرائيل انطلاقًا، من تغيير طبيعة الارض والجغرافيا والاقتصاد. من هنا تشدّده في التعاطي مع جنوب الليطاني، كمنطقة عازلة تمامًا، وتحضيرها على المستوى الميداني من اجل ان تكون مهيأة لاستقبال منطقة اقتصادية. اما اي كلام غير ذلك، فلا جدوى له. لان لبنان سيكون امام تحديّات عدم الحصول على اي مساعدات خارجية، ربطًا، بما يتقرر جنوبًا. وهذا ما ستكون عليه فحوى زيارة نتنياهو الى واشنطن. اما لبنان فلم تعد امامه كثير من الخيارات، بحسب الجوّ الاميركي. فالضغط الحالي اثمر وقفًا لضربات محددة اسرائيليًّا، تعني لبنان. لكن لا يعني ان هذا الضغط سيستمر، اذا انتهت المهل ولم يبدِ لبنان سوى النوايا غير المترجمة عمليًّا.ومن الطبيعي ان يخشى لبنان مزيدًا من الطلبات الاسرائيلية والاميركية، على طريق تنفيذ اسرائيل ما تريده في جنوب لبنان.