الثنائيّ يضمن 27 نائبًا ويؤثر في مقاعد اضافية
انتخابات لبنان ( وزارة الاعلام)
تضغط الولايات المتحدة على لبنان في موضوعي السلاح وتجفيف منابع حزب الله المالية وموارده، وفي اعادة ضبط الواقع السياسي بحيث يفقد حزب الله تأثيره السياسي.
الى اي حدّ هذا الامر واقعي في ظل التوازنات الحالية؟
ما تقوله الادارة الاميركية وموفديها الى لبنان يتعلق في جزء اساسيّ منه، بما لا تقوم به القوى السياسية المناوئة لحزب الله. اي في عدم الدخول معه في صدام داخلي، من اجل "قصّ" جوانحه بالمعنى السياسي، فلا يُعطى حجمًا اكثر مما يحق له وفق التوازنات ووفق اتفاق الطائف بنصّه الاصلي، لا بحسب الطريقة التي طُبّق فيها في التسعينات.
بات من الصعب بعد ما حصل منذ حرب السنتين وحتى اليوم، ان يستعيد الثنائيّ الشيعيّ ما كان متداولًا في عزّ صعود حزب الله، حول المثالثة وطرق تطبيقها في مجلس الوزراء وفي ادارة الحكم. لكن ذلك لا يعني ان الثنائي فقد عناصر قوته السياسية، قياسًا الى تجربة الاشهر الاخيرة. فأن يفقد الحزب زعيمه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وما ادى ذلك الى تأثيرات داخل البيئة الشيعية، امر مختلف عن الواقع السياسي والاداري والحكومي والنيابي الذي يعيشه الثنائي. بدليل اول صدام داخلي بعد حرب السنتين، حين فرض مجددا امتلاكه التوقيع الثالث في وزارة المال، في الحكومة الحالية.
يدور كلام حول الانتخابات النيابية ومدى القدرة على احداث تغيير جوهري فيها، في ما يتعلق بالنثائي. لكن ذلك ضرب من الخيال. الثنائي الشيعي، لا يزال يمتلك القدرة على التحكم بـ 27 نائبا شيعيّا بالكامل. لكن المشكلة ليست فقط بهذه المقاعد. ما يحكى عنه كذلك العمل على فقدانه القدرة على التأثير على مقاعد حلفاء له ، فيما الواقع مغاير لذلك. اذ لا يزال الثنائي قادرًا على التأثير في اربعة مقاعد الى سبعة مقاعد مسيحية ودرزية وسنية ، منها ما هو مضمون كما في بعلبك الهرمل وشرق صيدا ومنها ما يمكن ان يؤثر عليه تاثيرًا مباشرًا اذا اراد الاتفاق مع حلفاء له او العكس، كما في جزين ودائرة الجنوب الثالثة وبعبدا وبيروت.
المشكلة في ما يمكن الترويج له، من جانب خصوم حزب الله، ان الامتعاض في البيئة الشيعية، نتيجة الدمار وعدم الاعمار اضافة طبعًا الى الخسائر البشرية، لا بدّ ان ينعكس حتمًا في صناديق الاقتراع. لكن ما حصل في الانتخابات البلدية والحشود التي شاركت في تشييع نصرالله والتجمع الكشفيّ واضاءة صخرة الروشة، عناصر مؤثرة تعطي لمحة عن استمرار قدرة الحزب على الامساك بجمهوره. ولعلّ ذلك ما ترك مخاوف لدى موفدين دوليّين، من ان تكون الانتخابات مناسبة لتكريس تأثير الثنائيّ وسطوته. من هنا ارتفعت احتمالات الرغبة الخارجية في تأجيل الانتخابات. فالسؤال المركزيّ كيف يمكن تغيير المعادلة الانتخابية اذا لم يحقق لبنان حصر السلاح من الان والى موعد الانتخابات، وبالحدّ الادنى من الان وحتى نهاية العام. اضافة الى مراقبة مسار ضبط التحويلات المالية الخاصة بالحزب التي يمكن ان يستفيد منها كذلك في الانتخابات.