التحالفات السياسية تتبلور في انتخابات محامي بيروت
تتظَهَّر شيئًا فشيئًا وجهة تحالفات الأحزاب والتيارات السياسيّة لانتخابات نقابة المحامين في بيروت لثمانية أعضاء في مجلس النقابة بمن فيهم النقيب. ويشارك فيها المحامون في الاستئناف في بيروت والمناطق ما خلا محامي نقابة الشمال.
وفي مشهدية هذا الاستحقاق تختلف صورة المعركة في انتخابات 16 تشرين الثاني الجاري عن سابقاتها كون التصويت في الجولة الأولى على العضويّة سيكون لثمانية أصوات بدل أربعة أصوات لكلّ مقترع، باعتبار أنّ الانتخابات الفرعيّة في تشرين الثاني الماضي لاختيار أربعة أعضاء جدد في مجلس النقابة وعضو رديف لم تحصل، وأرجئت إلى تشرين الجاري. وقد تضيع مع هذه الصورة "الطاسة" في كيفيّة توزع الأصوات، لاختلاطها ببعضها وتشابكها، إلّا انّها تبقى واضحة بالنسبة الى الماكينات الانتخابيّة القويّة بدرجة متقدمة، والتي تجيد اللعبة الانتخابيّة. وهذه الماكينات التي تصيب الهدف قليلة. لكن من الثابت أنّ كلّ حزب سيدعم مرشّحه لمركزَي العضويّة والنقيب في الدرجة الأولى في منازلة العضوية، وكذلك مرشحين اختار دعمهم لخوض الجولة الأولى المخصّصة للعضويّة. وثمة مفارقة أن هذه الجولة تشهد مرشحين أقوياء لدرجة أنّ المقاعد الثمانية غير كافية لاستيعابهم.هذا هو واقع الحال، لذا القول دائمًا إنّ معركة العضويّة هي التي تقرر من هو النقيب الجديد للمحامين. وهذه المرة المرشّحون الأربعة لهذا المركز غير حزبيّين.هم مرشحون مستقلّون المحامون: ايلي بازرلي، عماد مرتينوس، بيار حنا، ووجيه مسعد.
يتداخل أكثر من عامل في انتخابات المحامين. يبدو أن العامل السياسيّ أولويّة ويلعب دوره في طبيعة الحال انطلاقًا من التحالفات الظاهرة. وهذا العامل يرخي بثقله على المشهديّة وانعاكاسات هذا الخارج على الداخل النقابيّ، ويترك أثره في النتيجة. لكنْ ثمة عامل يقابله ولا يقل شأنًا عن العامل الاول، في نظر ملمين بالشأن الانتخابيّ ويراهنون عليه في قلب المعادلة وان يكون الأصوات المرجحة للكفّة. فعنصر الشباب، يرى، أنّه يشكل حزبًا جديدًا في مقابل الأحزاب السياسيّة. وفي كلّ الأحوال سيتَبين مزاجه الانتخابيّ في عملية الفرز ،وعلى أيّ برّ سيرسو. يراهن أصحاب النزعة المستقلّة على هذا العنصر الذي يشكل نحو 40 في المئة من الكتلة الناخبة.
وللمناطقيّة دورها في الاختيار، وكذلك يدخل عامل النقباء السابقين في غمار الحلبة، ويؤخذ دورهم في الحسبان. هم يساهمون في خيارهم، ولكن هذا الخيار لا يشكل المِفصَل والحسم لأنّ ضغط الأحزاب لا يزال يتقدّمهم في هذا الصدد. لقد اخذت الاحزاب دور الحسم في الانتخابات السابقة، ولا تزال منذ عقد أو أكثر بقليل بسبب تزايد عدد المحامين الذي ناهز ال 13 الف محام. وهي تمكّنت من الوصول الى العضويّة، ونادرًا ما تمكّنت من إيصال نقيب حزبيّ بإستثناء حزب "الكتائب" لمرّتين، فيما النقباء غير الحزبيّين كانوا يصلون بمساعدة أصوات حزبيّة.
وفي مقابل هذا التوصيف قيل إنّ المحامين الشباب باتوا يحوزون الأرقام التسلسليّة النقابيّة بعد رقم العشرة آلاف. وهو مؤشّر مهم، وجدير بالتوقّف عنده. في حين أُحصي أنّ النجاح في العضويّة يتطلّب ألف وخمسمئة صوت من أصوات الجمعيّة العموميّة للفوز بهذا المقعد. ويقدّر عدد أصوات المشاركين ب 4500 صوت.
وثمة عامل يفترض التوقّف عنده أيضًا، يقع على عاتق النقباء السابقين للمحامين والنقيب الحالي فادي مصري العمل مهمّة تلافيه وتمهيد الطريق لوصول أكثر من لون الى العضويّة بإزاء هذه المعركة الطاحنة أمام مرشحين أقوياء.
إذًا إنّ معركة العضويّة ستقرر معركة النقيب. وهي ستنحصر بين مرشحَين اثنين. ويبدو حتّى الآن أنّ مساحة الأصوات بينهما غير متباعدة.
كان حزب القوّات اللبنانيّة أوّل من أعلن تأييد المرشّح المستقلّ لمركز النقيب المحامي عماد مرتينوس والمرشح للعضويّة المحامي ايلي الحشاش. وكذلك دعم المرشّحين المستقلّين للعضويّة المحاميين مروان جبر وجورج يزبك ومرشح تيار "المستقبل" المحامي توفيق نويري. كما يدعم النقيب السابق للمحامين الكتائبيّ سابقًا جورج جريج المحامي مرتينوس.
ويدعم حزب الكتائب والتيار الوطنيّ الحر وحزب الوطنيين الأحرار المرشّح المستقلّ المحامي الياس بازرلي لموقَعي العضوية والنقيب. وهو مدعوم أيضًا من عدد من النقباء السابقين. كما يدعم "الكتائب" المحامي موريس الجميل لمركز العضوية، ويتحدّر من مكتب محاماة له وزنه ورثه عن والده المعروف في المجال الجزائي المحامي رولان الجميل.
وتدعم حركة أمل مرشحة الحركة للعضوية المحامية سعاد شعيب المدعومة ايضًا من حزب الله و الاحزاب اليسارية.
ويدعم تيار "المستقبل" المحامي نويري لمركز العضوية.وتردّد أنّ ثمة تناغمًا بين "المستقبل" و"القوات" لدعم نويري في مقابل دعم مرشحين مدعومين من الأخير لحسابات انتخابيّة نقابيّة، فيما يدعم "التيّار الوطنيّ الحرّ" للعضويّة المحامي وسيم بو طايع الذي يفترض أن يتلقّى دعمًا من "أمل" و"الكتائب" في عمليّة تبادل الأصوات.
لطالما شهدت انتخابات المحامين تحالفات مستورة. وليس مستغربًا أن يشهدها استحقاق هذه السنة.
ويخوض المحامي بيار حنا الذي كان مدعومًا سابقًا من القوّات، وشغل تكرارًا العضويّة، معركته مستقلًا لمركزَي العضويّة والنقيب معوّلًا على صداقاته الإفرادية مع المحامين . كحال المحامي وجيه مسعد، وكذلك المحامية مايا شهاب المدعومة أيضًا، الى الاصوات الأفراديّة، من نقباء سابقين.
ويتنافس على العضويّة 20 مرشحًا بمن فيهم المرشّحون الأربعة لمركز النقيب. وهم الى المذكورين المحامون وسام عيد الذي يترشّح للمرّة الثانية على التوالي، وحاز ألف صوت في المرّة السابقة، هادي فرنسيس،مهى زلاقط، نديم حماده المدعوم من أوساط المحامين ومن الحزب العربيّ الديموقراطيّ والحزب التقدميّ الاشتراكيّ، هادي سلّوم، عبد الحميد الأرناؤوط، سها بلوط، ومحمد شريم.