عون الى السنة الثانية: في انتظار ان يبدأ العهد
قبل سنة من الان، كانت اللمسات الاخيرة توضع لتهيئة انتخاب رئيس الجمهورية، بعد مرحلة شغور اعقبت انتهاء عهد العماد ميشال عون. بين قائد الجيش العماد جوزف عون والمرشح جهاد ازعور، نام النواب على انتخاب ازعور، لكن كلمة السرّ الخارجية وصلت ولا سيما من السعودية، فانتخب المجلس النيابي صباحًا عون رئيسا للجمهورية.
بعد سنة لا يزال لبنان ينتظر ان يبدأ العهد. ماذا تحقق حتى الان، من عهد عون؟ وما هي انجازات السنة الاولى، عدا عن التعامل مع زيارة البابا لاون الرابع عشر على انها مكافأة للعهد على انجازاته.
ما تحقق فعليّا في الداخل، يبدو منحصرًا ببضعة تعيينات، عسكرية وادارية، سلكت المحاصصة طريقها اليها، فلم تشذّ عن القاعدة المعمول بها في لبنان في كل العهود، بين بعبدا والسرايا الحكومية وعين التينة وتقاسم القوى السياسية الشخصيات المعيّنة. انجزت الانتخابات البلدية، التي يفترض ان تكون تلقائية وفي صلب الحياة السياسية، فاعتبرت احدى اهم انجازات العهد في سنته الاولى. اما حين يتعثر قانون الانتخاب الذي يُفترض ان تُجرى الانتخابات النيابية على اساسه، لتصبح اليوم في خطر محدق، فذلك تُلقى تبعاته على السياسيين وليس العهد والحكومة معه. وهما تريثا حتى اللحظات الاخيرة لارسال مشروع قانون الانتخاب من الحكومة الى المجلس النيابي، رغم انه من صلب عمل الحكومة. كل الرحلات الخارجية وكل وعود الدعم، ولبنان لا يزال في وضعه المتعثر.
قد تكون حجة الرئاسة ان الشغل الشاغل للعهد، هو ملف الجنوب بكل تفرّعاته. واذا كان الاتفاق مع اسرائيل وقّع قبل انتخاب عون، في عهد حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، فان تنفيذ الاتفاق لا سيما دور الجيش ومهمة حصر السلاح جنوب الليطاني، يقع على عاتق العهد. علمًا ان ما اثير حول ثغرات في مهمة الجيش وخطته، لا يتحمل الجيش وحده مسؤوليته انما رئيس الجمهورية كذلك بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة، عدا عن العلاقة السوّية بين قائد الجيش ورئيس الجمهورية. وجلّ ما انجز هو تسوية قضت بانضمام سياسيّ الى لجنة الميكانيزم، التي تلتقي دوريّا في الناقورة من اجل التحقق من خطة الجيش جمع سلاح حزب الله جنوب الليطاني.
في السنة الثانية للعهد ثمة استحقاقات امام العهد، ليس اقلّها خطة السلاح الا اذا كان الكلام عن تسليم السلاح في عين الحلوة يراد منه الايحاء بان عملية جمع السلاح شمال الليطاني قد بدأت. وماذا سيكون عنوان السنة الثانية من العهد، في حال، قررت اسرائيل المضي في سياستها التصعيدية، تجاه لبنان، بعد لقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الاميركي دونالد ترامب وما لفت اليه الاخير في حديثه عن وضع الحكومة وحزب الله. فحتى الان لا يزال العهد يستكمل ما بدأته حكومة ميقاتي من خطة وقف النار، اما الانتقال الى المرحلة الثانية، فهو يتطلب رئاسة جمهورية وحكومة، وكلاهما اليوم على المحك.