Vatican Media

زيارة الحبر الأعظم البابا ليون الرابع عشر لبنان اتت عشية وقت عصيب تعيشه البلاد  تحت وطأة التهديد والوعيد. وحضوره نقل اللبنانين الى عالم آخر "أظهر  لبنان على حقيقته" على تعبير القاضي السابق جان طنوس.

ما لفت  المحامي طنوس لقاء العائلات الروحية اللبنانية وأركان الدولة في القصر الجمهوري، في المحطة الاولى من زيارة البابا ان احدًا منها  لم يقاطع هذا اللقاء الاول مع البابا. واوجز المشهد في ما كتبه بإقتضاب على منصة اكس "في استقبال البابا ظهر لبنان على حقيقته.تعدد يُثريه وقِيم توحده"،  اللبنانيين "يتمتعون بالقيم ذاتها،  والتوق الى الحرية الذي تحدث عنه الحبر الاعظم، وكذلك يجمعهم حب الضيافة". ويقول لـ" كافيين دوت برس" . لقد تجلى هذا التوق في استقبال اللبنانيين له من جميع الطوائف. إستقبله مواطنون من السُنة والشيعة والدروز  والمسيحيون على تنوع المذاهب، ما اكد في الوقت نفسه ان الاختلافات بين اللبنانيين ليست كبيرة . ونمّت هذه الصورة  انه يمكن للبنانيين ان يجتمعوا في بيت واحد، وان يستقبلوا البابا في بيت واحد. وهذا ما حصل.حتى ان مواطنين من الثنائي الشيعي انتظروه رغم تساقط المطر على طريق المطار لإستقباله. وهذه عادات وقِيم مشتركة بين اللبنانيين. فلم يعرِضوا عن هذا الاستقبال ولم يعتبروا  أن البابا أتى من أجل فئة معينة من اللبنانيين، إنما أقبلوا جميعًا وشاركوا في القِيم التي يتمتعون بها. وبدا مع  هذا المشهد ان حالة اللبنانيين ليست سيئة،كما يجري تصويرها او بأننا ذاهبون الى التقسيم". اضاف رغم وجود  خلافات لكن لدينا الكثير من نقاط الالتقاء.وفي مقدمها اننا نتمتع جميعًا بالِقيم ذاتها. وما سمعته ،عبر وسائل الاعلام المرئي، من آراء العائلات الروحية ومواطنين على تنوع مذاهبهم إتسم بإيقاع جيد.كما لم يقاطع اي مسؤول في طائفة اللقاء، ومَن لم يحضر منهم ارسل ممثلا عنه او شارك في رأيه مرئيًّا.كان اللقاء ناجحًا على كل المعايير، ومناسبة للتأكيد منهم  من خلال آرائهم على أهمية الوجود المسيحي في لبنان".

هذه الناحية تحتاج الى تعزيز هذا التقارب بين جميع اللبنانيين. يراها رجل القانون طنوس بانها عملية "سهلة التحقق بأن يُخفف السياسيون الحَقن".ويُذكّر في السياق "كيف احتضن اللبنانيون بعضهم البعض في الحرب الأخيرة على الجنوب والضاحية الجنوبية."ما يُبين اكثر فأكثر ان الصورة القاتمة والمأساوية يمكن العمل على ازالتها ،كما بينت انه يمكن للبنان ألًا يزول،كما يتردد أحيانًا،  ولن يزول.لقد أظهرت زيارة البابا ايجابيات يمكن البناء عليها".