زيارة استثنائية لرجل عظيم وأبناء زغرتا يشاركون في اللقاء التاريخي
هي زيارة ليست كباقي الزيارات. زيارة تأتي وسط المخاطر والتصعيد، والأجواء المشحونة التي يعيشها لبنان. إنّها الزيارة الأولى للبابا الجديد لاون الرابع عشر، التي ستبدأ في ٣٠ تشرين الثاني وتستمر لغاية ٣ كانون الأول، ضمن برنامج روحي واسع يشارك فيه المؤمنون الذين ينتظرون ويتحضّرون لأخذ بركة الحبر الأعظم تزامنًا مع بداية شهر عيد الميلاد.
كيف يرى الزغرتاويون هذه الزيارة؟ وماذا يمكن أن تحمل معها للبنان؟ وماذا عن مشاركتهم في فاعليّاتها؟
موقع "كافيين دوت برس" جال في منطقة زغرتا واستطلع مجموعة من الآراء حول هذا الحدث الروحي التاريخي المميز.
غلاديس عبود عبّرت عن تفاؤل كبير رغم الكلام المتداول عن إمكان تأجيل الزيارة أو احتمال اندلاع حرب بعد مغادرة البابا لبنان. وقالت "أنا على ثقة كبيرة أن زيارة البابا ستكون خيرًا للبنان. نأمل أن تحمل معها السلام والأمان لوطننا، وأن تُبعد عنا شبح الحرب والدمار والانقسام".
وأضافت ان "المؤمنين سيجتمعون من كل الأطياف لأخذ البركة"، متمنية أن تنعكس هذه البركة وحدة بين اللبنانيين. لكنها أسفت لعدم قدرتها على المشاركة بسبب ظروف صحية وعائلية.

وأكدت أنها ستشارك بالصلاة التي ستقام عند ضريح مار شربل في عنايا، رغم انها كانت تتمنى المشاركة في كامل برنامج الزيارة.
الطفلة مارييلا البايع التي ابدت حماسًا كبيرًا عند سؤالها قالت ببراءة: "البابا اختار لبنان. نحن محظوظين. ليش نفوّت هالفرصة؟ لازم الكل يشارك ليأخذ البركة من البابا وانا اكيد بدي شارك مع اهلي لاول مرة بحياتي".
أما منى عزيزي، التي سبق لها أن شاركت في زيارات البابا يوحنا بولس الثاني والبابا بنديكتوس السادس عشر تمنت المشاركة مجددا، إلا أن وضع زوجها الصحي الذي يحتاج للمتابعة الدائمة يمنعها من ذلك.قالت "ان زيارة البابا في حدّ ذاتها بركة. وبمجرّد أن تطأ قدماه أرض لبنان فهذا حدث عظيم.
ومن يدري؟ قد يكون البابا لاون قديسًا جديدًا يومًا ما، مثل يوحنا بولس الثاني الذي لم نكن نعلم حينها أنه سيصبح قديسا".
وفي سياق متصل، اشارت المسؤولة في طلائع العذراء مريم جوال عازار الى أن زيارة البابا رسالة محبة وسلام للبنان، وقالت "وجود البابا بيننا يجمع القلوب ويولّد فينا شعورا عظيما بأن الرب موجود وحاضر ليقوّي إيمان شعبه".
بدورها أوضحت كاتيا مرقص الدويهي أنها ستكون من أول المشاركين في فاعليّات الزيارة معتبرة أنها تحمل معانٍ عظيمة وخيرًا ليس للبنان فقط بل للمنطقة بأكملها. وتابعت "نأمل أن تبعث هذه الزيارة الطمأنينة في النفوس وتخفف من حدّة التوترات". وختمت "كلنا ننتظر بركة قداسته التي نتمنى ان ننقلها لكل شخص لم يستطع ان يشارك".

وبعد استطلاع مجموعة من الآراء، كان لموقع "كافيين دوت برس" حديث مع خادم رعية مار مارون – بيادر رشعين - قضاء زغرتا، الخوري يوسف عويس، الذي أوضح أن زيارة البابا لاون الى لبنان زيارة رسمية تأتي إلى البلدان الأكثر حاجة والحاحًا. وأشار عويس الى أن" حضور البابا يحمل دائما دفعًا جديدًا نحو السلام قائلا "البابا هو رجل السلام بلباسه الابيض، وأينما يذهب يسعى جاهدا إلى زرع روح السلام، وجوده ينزل نعم السماء على الأرض، ويمنح الناس فرصة لإعادة النظر في مسيرتهم والاستفادة من خبراتهم ليعطيها نفسًا مسيحيًّا يقودهم إلى تجديد التزامهم مع الرب يسوع".

ودعا الجميع إلى التأكد من امتلاك بطاقات المشاركة تفاديًا لأي فوضى امنية ولتسهيل التنظيم. وشدّد عويس على أن "المشاركة الكثيفة من المسيحيين، إضافة إلى اخواننا المسلمين هي مباركة من الرب الذي يبارك دائما الجماعة التي تلتئم على قلب وفكر واحد".
وأشار إلى الدعوة التي أطلقها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي للمشاركة في ثلاثية صلاة تستمر حتى يوم السبت على نية هذه الزيارة، كما الى دعوة البطريرك لقرع الاجراس عند وصول البابا الى مطار بيروت احتفاءً وترحيبًا بقداسته في أرض القديسين".
مما لا شك فيه أن زيارة البابا لاون الرابع عشر تحمل طابعًا معنويًّا كبيرًا للزغرتاويين المعروفين بإيمان لا يُعرَّف ولا يُقاس، متجذّر في قلوبهم كما في تاريخهم، وهم الذين لا يفوّتون فرصة حضور اي حدث روحي او ديني لو مهما بعدت المسافات. ويبقى الانتظار للقاء قداسته يحمل الجميع على موجة من الطمأنينة، وكأن حضوره وعد بالسلام والامان.




