طلاب بعلبك الهرمل : الجامعة حُلم يصطدم بالواقع
في بعلبك الهرمل لا يقتصر الفقر على الدخل وفرص العمل بل يمتد لِيَطال الحق الأساسي في التعليم العالي. آلاف الطلاب يُنهونَ دراستهم الثانوية سنويًا لِيَصطَدِموا بواقع قاسٍ : لا فروع للجامعة اللبنانية في بعلبك ووسائل نقل شبه معدومة بين القرى وأقرب فروعها. رغم المساحة الجغرافية الواسعة تفتقر المنطقة الى صرح جامعي رسمي يضم الكليات المختلفة وهو ما يُجبِر الطلاب على التوجه إلى المناطق البعيدة مثل زحلة وبيروت. وهناك تبدأ الأعباء المادية المتمثلة بالنقل أولًا والسكن ثانيًا.
" أحلم بدراسة الطب ، لكن كلفة الانتقال اليومي تفوق قدرتي" يقول الطالب الثانوي حسن زيدان من بلدة العين.
أحد المسؤولين في المنطقة التربوية يقول في اتصال مع "كافيين دوت برس" أن القوى السياسية في المنطقة لم تلتفت يومًا إلى هذا المطلب بصفته ملفًا أساسيًّا يستحق المتابعة والجهد. بل إعتمدته كشعار للإستهلاك الإنتخابي، لا بل إستفادت من غياب الجامعة والتعليم العالي لإبقاء الناس هناك ضمن السيطرة الحزبية الصافية لقوى الأمر الواقع. إذ ربما عندما تحضر الجامعة بما تمثل من وعي وثقافة وتحضر الدولة يصبح منطق الدويلة والأيدولوجيا في موقع المتراجع يتابع المصدر التربوي الذي رفض الكشف عن إسمه.


في منطقة تعاني أصلا" من نسب البطالة والفقر يصبح التعليم عبئًا على الأهل، ويصبح للكثير من الطلاب حلمًا مؤجلًا أو مستحيلًا.

فيما يقول - عبد الحجيري - من عرسال أن إيجار السكن قرب الجامعة يفوق قدرة والده على توفيرها. ويخبر عن قريبه الذي كان يحلم بالتخصص بالهندسة الا ان الواقع المادي منعه رغم اعترافه بالأسعار المقبولة وشبه المجانية للجامعة اللبنانية الا ان البعد الجغرافي مضافًا اليه الواقع الاقتصادي المهترئ منعاه من تحقيق هذا الحلم فإتجه لمساعدة والده في مقلع الحجار الذي يعمل به.

وبالسؤال عن كلفة السكن يختلف السعر ما بين المساكن المخصصة للطلاب والتي يتراوح سعر السرير المخصص للشخص الواحد بها مع مطبخ مشترك في اغلب الاحيان ما بين الـ ١٥٠ والـ ٢٥٠ دولارًا يضاف اليها مصروف الانترنت والدش ، وما بين أيجار منزل من غرفتين ومطبخ وحمام بما لا يقل عن ٣٥٠ دولارًا عدا عن مصروف الكهرباء والدش والانترنت واشتراك المياه بما يزيد المبلغ لأكثر من ٥٠٠ دولار وهو ما يشكل عبئًا على كاهل الطلاب وأهاليهم في ظل تدني الرواتب والازمة الاقتصادية.
في حين تحوّلت هذه الغرف الى فائدة اقتصادية لاصحاب المنازل، ومنهم احد ابناء منطقة بعلبك الذي غيّر ديكور منزله في بيروت وحولّه الى غرف صغيرة لتأجيرها لست طلاب، ما يعود عليه بالفائدة نظرًا الى اسعار الايجارات.

ويطرح الدكتور وهبة تفعيل النقل الجامعي الرسمي وتحسين البنية التحتية للطرقات ودعم الطلاب بمنح ومساعدات نقل.