ما بعد استهداف الضاحية

ما بعد استهداف الضاحية

في وقت كانت حارة حريك تلملم آثار الاعتداء الاسرائيلي،  وحزب الله يشيّع ضحايا الاعتداء الاسرائيلي، كان الوسط السياسي لا يزال يرصد احتمالات ردّ حزب الله على اغتيال احد كبار اركانه العسكريين، هيثم الطبطبائي.

يردّ الحزب او لا يردّ، على الاستهداف الذي تخطى الخطوط  المرسومة منذ توقيع اتفاق وقف النار.

من الطبيعي ألا يكون الحزب في موقع التعليق على ايً رد فعل محتمل. فيما  يرصد خصوم حزب الله، ان لا ردّ محسومًا لحزب الله، لان المعطيات الميدانية لا تصبّ لصالحه. والحزب الذي ابتلع اكثر من ضربة على مستوى كبار القيادات السياسية والعسكرية، وحتى قبل الحرب الاخيرة، حين كان يستمهل في الردّ الى حين نضوج الظروف، غير قادر في المرحلة الراهنة على الاستجابة سريعًا لردّ مباشر على الضربة التي تعتبر استراتيجية في الميزان العسكري. فالضربة لم تستهدف قائدًا من الجيل الجديد الذي حلّ محل القيادات التي استهدفت في الحرب، انما قياديًا ذو خبرة طويلة وله موقعه الذي كشفه الحزب نفسه. لكن معايير الحزب باتت مختلفة عما كانت عليه سابقًا، لان موازيين القوى لم تعد تسمح الا بالتمهّل. فايّ ضربة مضادة باتت تستلزم تنسيقًا مع ايران، التي لا يمكن في الوقت الحاضر ان تغامر في توسيع رقعة المواجهة مع اسرائيل.وان يبتلع الحزب الضربة كما سابقات لها، لا يعني في اي حال ان اسرائيل ستكتفي بالعملية من دون استكمال مسار تهدّد به منذ مدة. والغطاء الاميركي للضربة يعطي مجالًا واسعًا لتوّقع نوعيّات مختلفة من العمليات التي تردي اسرائيل من ورائها تسجيل خروقات محددة من دون ان تتورط مباشرة في حرب ميدانية.

 

اقرأ المزيد من كتابات كافيين دوت برس