لبنان وجبل الشيخ : الاستراتيجيا في يد اسرائيل

وزير الدفاع الاسرائيلي في جبل الشيخ
قبل سنة من الان ولم تكن اسرائيل قد بدأت دخولها الممنهج الى لبنان، قيل كلام في لبنان عن احتمالات التمدد الاسرائيلي في اتجاه جبل الشيخ. لم تكن اسرائيل قد توغلت الى عمق الجنوب في لبنان الى هذا الحدّ، الذي جعلها تحتل مواقع اساسية وتسيطر عبر مسيّراتها على الجو اللبناني. ولم يكن نظام الرئيس السوري قد سقط، او قامت اسرائيل بعمليات مدروسة في الجنوب السوري او تحركت احداث السويداء. ومع ذلك كان جبل الشيخ النقطة الاستراتيجية التي تريدها اسرائيل، من الجهتين السورية واللبنانية. وما كاد يسقط الاسد حتى وضعت اسرائيل يدها على أعلى جبل يقع في منطقة استراتيجة ويشرف على لبنان وسوريا والاردن واسرائيل.
مع تفقد وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس الجبل مع قوة من الجنود الاسرائيليين المتواجدين فيه منذ كانون الاول الماضي، وكلامه بان الجيش الاسرائيلي لن يترك جبل الشيخ، يصبح لوجود اسرائيل في الجبل الحدودي، معنى مستقبلي دائم، وليس وجودا مؤقتًا، كما نُظر اليه سابقا ربطًا بسقوط نظام الاسد.
ورغم ان التعامل مع جبل الشيخ يُحصر احيانا كثيرة بسوريا كونه يقع على مسافة نحو 40 كيلومترا من دمشق، لكن لبنان يخضع لتأثيراته الاستراتيجة. لان " حرمون " يقع في منطقة حدودية مع لبنان كما يشكل الوجود الاسرائيلي على هذه القمم، عاملا عسكريا اساسيا في مراقبة المناطق الحدودية والاشراف على البقاع والجنوب. فهو يطلّ على اقضية حاصبيا ومرجعيون وراشيا والبقاع الغربي، ومن غير المنتظر ان تكون اسرائيل مستعدة للتخلّي عن هذه المواقع الاستراتيجية، في وقت يغيب في لبنان الكلام عن هذا الجانب. على اعتبار ان الجبل بجزئه الاكبر يقع ضمن الجغرافيا السورية. علما ان فوج الحدود البرية له وجود عند سفوح الجبل لجهة البقاع الغربي.
ولان الجغرافيا هي الاساس في تحكّم اسرائيل بالنقاط الحساسة، من الصعب تجاوز سيطرة اسرائيل على النقاط الاساسية من الجنوب اللبناني حيث ترفض التخلي عن المواقع الخمس المشرفة على مناطق حساسة، بعد انسحابها من الجنوب. وهي مع جبل الشيخ تستكمل الاشراف على البقاع بمجمله.