حركة موفدين الى لبنان قبل انتهاء المهل

حركة موفدين الى لبنان قبل انتهاء المهل

الموفدة الفرنسية

مع زيارة مستشارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لشؤون الشرق الاوسط  آن-كلير لوجاندر الى بيروت، يتضح اكثر فاكثر مدى القلق الخارجي على لبنان، واحتمالات التصعيد الذي تهدّد اسرائيل به. وفيما كانت المؤشرات تتحدث عن مهل لا تتخطى نهاية العام، كثّفت الوفود الغربية والعربية زيارتها الى لبنان، من اجل ضمان ضبط الوضع الجنوبي في الاسابيع المقبلة، قبل ان يتراجع الاهتمام الخارجي بلبنان.

ورغم ان فرنسا لم تعد تلعب دورًا مؤثّرا في الاتجاه العام، ولا سيما ان اسرائيل لا تضع ثقلها في الحركة الفرنسية، ولا تعوّل عليها، الا ان باريس تضرب عصفورين في حجر واحد، اذ تطلّ مجددا من لبنان والمنطقة، وتعيد تفعيل الاتصالات الفرنسية، لا سيما على ابواب تغيّر كبير في حضورها العسكري في لبنان، عبر القوات الدولية. ومع ذلك فان لبنان يستفيد من الحركة الفرنسية لابقاء ملفه على الطاولة الدولية، ان في شأن التهديدات الاسرائيلية او ما طرحه لبنان لجهة قوبله مبدأ التفاوض. لا سيما ان لبنان وكما قال رئيس الجمهورية العماد جوزف عون امس " لم يتسلم رسمياً اي موقف اميركي واضح بشأن التفاوض، وانه في انتظار وصول السفير الاميركي الجديد الى لبنان الذي قد يحمل معه جواباً اسرائيليًّا". فيما دعا الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف إلى " تهيئة الظروف لحوار يؤدّي إلى وقف دائم لإطلاق النار بين لبنان وإسرائيل".

اذا بعد زيارة رئيس الاستخبارات المصرية اللواء حسن رشاد، ومن ثم وفد الخزانة الاميركي، وتوّقع عودة الموفد السعودي يزيد بن فرحان، يصبح المشهد اللبناني حافلا بالانتظارات. فمصر التي تدخلت في وقت حرج، ناقلة رسائل اسرائيلية تصعيدية، ومحاولة ايجاد خطوط التقاء مع اتفاق وقف النار في غزة، لا تزال تنتظر التجاوب من لبنان وحزب الله على تحركها. فيما تنظر السعودية بريبة الى التحرك المصري، وتسعى الى تطبيق ما تمّ التوصل اليه سابقًا لبنانيًا اي خطة الجيش لسحب السلاح من دون اعذار. ويترافق الضغط في موضوع السلاح، مع المطالبة الخارجية بالاسراع في تحقيق الاصلاحات. وينعكس تباطوء لبنان في تحقيق هذه الاصلاحات في النظرة الخارجية له، لا سيما بعد تراجع العواصم المعنية عن الدفع في اتجاه عقد مؤتمرين لدعم لبنان ودعم الجيش. 

ولان المهل لم تعد مفتوحة امام لبنان في انتظار نهاية العام الجاري، تصبح حركة الموفدين الدوليين مؤشرًا عن مدى خطورة الوضع، لا سيما ان اسرائيل تعمل في المقابل على تكثيف اعتداءاتها الجوية، وتحركاتها ميدانيًّا عند الحدود مع لبنان.

اقرأ المزيد من كتابات كافيين دوت برس