بعد ترحيب مجلس الوزراء: خطة الجيش رهن القراءة الاميركية

مجلس الوزراء في بعبدا
لم تحصل مفاجآت غير متوقعة في جلسة مجلس الوزراء ، لا لجهة الترحيب بالخطة التي وضعتها قيادة الجيش، ولا لجهة انسحاب الوزراء الشيعة من الجلسة.
ما حصل قبل الجلسة كان اكبر لجهة الجو العام الذي احاط بها، وامكان تقديم الوزراء الشيعة استقالتهم، وهو امر لم يكن ليحصل مطلقا. او لجهة التدابير العسكرية وانتشار وحدات من الجيش خشية اي تطورات ميدانية على ايقاع الجلسة. وكذلك الامر بالنسبة الى الضغط الاعلامي الذي رافق المداولات، من جانب القوى السياسية المؤيدة للخطة والداعية الى حصر السلاح في يد الدولة، والتي صورت ما سيحصل في مجلس الوزراء على انه انتصار فريق على آخر.
لكن ما حصل فعليا هو ان الطرفين بحسب اوساط المشاركين في الجلسة ، اي الذين يؤيدون الخطة والثنائي وصلا الى منتصف الطريق، لا الفريق الاول انكسر فرحب مجلس الوزراء بالخطة. ولا الثاني تراجع. فهو لم يشارك في الجلسة لكنه ربح ضمنا سرية الخطة واحتمالاتها المفتوحة على مهل زمنية قد تطول انطلاقا من عدم تحديد موعد لها.
لكن الثنائي الشيعي تقدم نقطة اساسية اذ انه حقق بانسحابه من الجلسة ضمان مشاركته السياسية من الان وصاعدا في كل ما يتعلق بالمحطات السياسية. كما انضمامه مجددا الى جلسات مجلس الوزراء، ما عدا تلك التي تعنى بالخطة نفسها واي عرض محتمل لاحقا لمندرجاتها وتقاريرها الشهرية امام مجلس الوزراء.
اما السلطة عبر مجلس الوزراء فما حققته عشية وصول الوفد الاميركي الى بيروت، هي انها قدمت للمجتمع الدولي تعهدا بتنفيذ خطة عسكرية عرضها قائد الجيش العماد رودولف هيكل . واعطت له التزاما عبر مجموعة بنود، تتعلق برغبتها في ضبط السلاح، مؤكدة في الوقت نفسه ضرورة وقف الاحتلال الاسرائيلي للنقاط التي لا يزال يتواجد فيها جنوبا، وادانة الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة.
واذا كانت الخطة بقيت سرية، فان الجيش سبق ان تحدث عن انه بدأ عمليا تنفيذ الخطة في جنوب الليطاني، وتعهد بالامس الاستمرار في ضبط الوضع الامني ليس في جنوب الليطاني فحسب بل في كل لبنان. لكن التعهد لا يمكن لوحده ان ينفذ خطة عسكرية، بهذا الحجم من دون نقطتين اساسيتين، كيف للمجتمع الدولي او تحديدا الولايات المتحدة ان تقرأ ما حصل في مجلس الوزراء، وكيف ستتعامل معه: على اساس انه خطوة اولى واساسية على طريق جمع السلاح،وستنتظر الخطوات التالية ومنها ما يختص بقيادة الجيش ووجوب توضيحه، سواء لمناطق تنفيذ الخطة وآلياتها وروزنامة تنفيذها علما ان الجيش حكما على تواصل مع وفود عسكرية وسياسية اميركية تطلع دوريا على تحضيراته في شأن تنفيذ اتفاق وقف النار جنوب الليطاني حتى الان. ام انها ستعتبر ان ما حصل هو اضاعة الفرصة لتحديد موعد زمني واضح والبدء بجمع السلاح. وهذا يعني تلقائيا ان التمويل وهو النقطة الاهم لتنفيذ اي خطة ، لن يصل من اي من الدول المانحة. وعلى هذه النقطة يتوقف الكثير من مندرجات تنفيذ الخطة، وتعامل الدول المانحة مع الجيش ،في ظل كلام مكرر للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن النية في عقد مؤتمر لدعمه لا يزال محكوما بظروف مؤجلة.
الامر الثاني هو كيف ستتصرف اسرائيل من الان وصاعدا، وسط اجواء تصعيدية وصلت الى الوسط السياسي ويتحدث عن امكان رفع مستوى عملياتها في لبنان.