استراتيجة قطر للعودة الى لبنان وسوريا

الرئيس عون وامير قطر في الدوحة امس
منذ مدة وقطر منكفئة عن الساحة اللبنانية. الامر تم بايحاء او ضغط خليجي – سعودي، جرى تزامنا مع الانتخابات الرئاسية التي تدخلت فيها الرياض من خلال تزكية انتخاب قائد الجيش جوزف عون رئيسا. انسحبت قطر من المشهد السياسي الداخلي، وانكفأت من خلال عدم التعاطي بالملفات الداخلية، لا من خلال تشكيل الحكومة ولا من خلال الحضور الذي كان دائما عبر شخصيات وموفدين لها الى لبنان.
في المقابل تقدمت السعودية وتقدم معها دورها في سوريا ايضا، وبدأ جوّ سعودي ضاغط في اتجاه المساعدات الاقتصادية والمالية لسوريا، من دون ان يتزامن ذلك مع تقدم سعودي اقتصادي او مالي في لبنان. لكن الضربة الاسرائيلية لقطر، ولحماس فيها، اعادت تظهير الدور القطري. جمعت قطر القمة العربية الاسلامية على ارضها، بعدما التفت حولها بلدان الخليج، واستشعر الجميع مخاطر الضربة الاسرائيلية والموقف الاميركي بما هو ابعد من اللحظة الآنية.
ما يعني لبنان، مصير الاطلالة القطرية، وانعكاسها لبنانيا، وسط اجواء تتحدث عن درس الدوحة سيناريو العودة الى لبنان وسوريا. لكنها تريد عودة مضبوطة الايقاع ولا تصطدم فيها مع السعودية. خصوصا ان الاخيرة استشعرت بدورها خلفية الضربة الاسرائيلية وارتدادها على المنطقة. والعودة الى لبنان وسوريا عودتان منفصلتان بالمعنى المباشر، في سوريا ثمة حسابات تتعلق بدور قطر وتوجهها السياسي والاسلامي عدا عن الدخول على خط مساعدة سوريا ماليا. وفي لبنان يتعلق بحضور قطر السياسي ولكن ايضا المالي من خلال الدعم الذي يُتوقع منها من خلال المؤتمرات الدولية التي تسعى فرنسا الى عقد اثنين منها لمساعدة لبنان والجيش. لكن يبقى دائما السؤال، المتعلق باحتمال بقاء العودة القطرية معزولة عن الاطر السياسية التي يقبل عليها لبنان وفي مقدمها الانتخابات النيابية، اذا اقرّت مواعيدها، والتي يفترض ان يكون للرياض حضور فيها، لدعم حلفائها.