احتفالية الروشة : الاصطفاف يحتدم والقوى الامنية في دائرة التساؤلات

احتفالية حزب الله في الذكرى الاولى لاغتيال الامينين العامين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، فتحت الباب امام مأزق جديد بين رئيس الحكومة نواف سلام وحزب الله. واخذت في طريقها قيادة الجيش وقوى الامن الداخلي، واعادت الاصطفاف الحاد بين حزب الله ومعارضيه من القوى السياسية.
لم تكن "الحرب" الدائرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الاعلام التابعة لحزب الله ومعارضيه، ان تظهر الى هذا الحد من الوضوح، لولا رغبة الطرفين في تظهير هذه الخصومة في توقيت دقيق. فحزب الله بدا حريصًا على عدم الالتزام بما قرره رئيس الحكومة نواف سلام في شأن اضاءة صخرة الروشة، والاخير كان حريصًا بدوره على عدم السماح بتكرار استهدافه شخصيا، والتعدي على قراراته كرئيس حكومة. لا سيما ان استخدام صورة الرئيس رفيق الحريري على صخرة الروشة اثارت جمهورا معاديًا للحزب ووضعت سلام تحت الضغط، خصوصا مع حضور مسؤول حزب الله الحاج وفيق صفا الاحتفالية.
وبين الطرفين نالت قيادة الجيش حصتها وكذلك قوى الامن الداخلي، لعدم تنفيذهما ما اتفق عليه من حصر الاحتفالية بالتجمع في الروشة فحسب من دون اضاءة الصخرة.
الاكيد ان كلا الطرفين كانا يمكن ان يتفاديا ما حصل، حزب الله في اصراره على منطقة الاحتفال واضاءة الروشة وتبرير مناصريه باضاءة للصخرة في مناسبات اخرى او استخدام ساحة الشهداء لاحتفالات ذكرى اغتيال الحريري. ومعارضوه كذلك اصرّوا على منع الاحتفالية وعدم السماح ان تتحول العاصمة مكانا لتجمع مناصري حزب الله.
القضية التي اخذت ابعادًا تتعدى مناسبة الاحتفال، لتعيد نبش كل الخلافات السياسية، ستكون محور متابعة، في مجلس الوزراء وكيفية تعامل سلام مع وزراء الحزب، واذا لم تستطع الحكومة تبرير ما لم تقم به الاجهزة الامنية، والاخيرة ستكون مطالبة بتقديم توضيحات لعدم تنفيذها قرار الحكومة. اما حزب الله فالسؤال الموجه اليه لماذا لم يخفّف من حدة المواجهات الداخلية، وعدم الانقلاب على التفاهمات، في وقت ترفع اسرائيل من مستوى التهديدات ضده وضد لبنان. وكيف سيتمكن الرئيس نبيه بري من احتواء ازمة داخلية جديدة؟