زغرتا تحافظ على جوهر الميلاد رغم المظاهر الاحتفالية
قداس نص الليل، وأكلات أمي، والجَمعة الحلوة، والزينة وأجواء العيد. ولا شي بيضاهي هالشعور الحلو لما من دبي بطير مباشرةً على زغرتا بفرصة عيد الميلاد".
بهذه الكلمات يعبّر أنطونيو الشيخوفا عن شوقه العميق لبلدته زغرتا، إذ ينتظر هذا العيد بشغف ليعود إليها، ويغتنم كل لحظة وكل فرصة قبل أن يشدّ الرحال مجددًا نحو عمله في الخارج، وللحديث تتمّة.
أضواء وزينة، وشوارع مليئة، أغان وتراتيل ميلادية والهدايا تنتظر ليلة العيد.
هكذا تبدو منطقة زغرتا، السبّاقة دائمًا في احياء النشاطات والاحتفالات، حيث تحمل كل بلدة من بلدات القضاء رونقها الميلادي الخاص، فتزرع الفرح في نفوس الأهالي رغم ما يعيشه البعض من حزن وألم نتيجة ظروف مختلفة.


أبناء منطقة زغرتا، المعروفون باهتمامهم المبكر بتفاصيل الأعياد والنشاطات الروحية، يعتبرون عيد الميلاد فرحة لا توصف. ويتجلّى ذلك بوضوح في البيوت، والكنائس، والمحلات، والساحات، وحتى في الشوارع، حيث لا يمكن للمرء إلّا أن يشعر بالفرح.


تقول الطفلة أريانا معوّض ببراءة "بدّي نعيّد عند بيت جدي، نكون كلّنا مجتمعين ويجي بابا نويل لعنّا". وتضيف بابتسامة صادقة "بحب يسوع أول شي، وبعيد الميلاد بحب الزينة والهدايا والشجرة والمغارة".وتشير أريانا الى أنّها تفضّل قضاء عيد الميلاد في زغرتا، بين أهلها وليس في أي مكان آخر.
وتبقى فرحة العيد ناقصة في ظلّ غياب أحد أفراد العائلة المقيمين في بلاد الاغتراب، حين تحول الظروف دون مجيئهم إلى لبنان. فكثير من المغتربين يتمنّون لو كانوا قادرين على تمضية هذه العطلة بين أهلهم وعائلاتهم، لتترك هذه الغربة غصّة في قلوبهم، كما في قلوب ذويهم.

ويضيف أنّ "أجواء العيد في زغرتا مميّزة، بما تحمله من احتفالات ونشاطات مخصّصة لكلّ الأعمار، تعكس روح الفرح والتلاقي". ويلفت الى أنّ "منطقة زغرتا ورغم كل الظروف جاهزة دائمًا لاستقبال أبنائها المغتربين احتفالا بمجيء السيد المسيح بفرح كبير، وهذا ليس غريبًا عنها، فهي أرض أنجبت كبارًا وعظماء وقدّيسين تركوا أثرًا عميقًا في تاريخ الموارنة ولبنان، ولا يمكن أن يتزعزع فيها الشعور بالمعنى الحقيقي لميلاد المخلّص يسوع المسيح".
ينتظر قضاء زغرتا عيد الميلاد بفارغ الصبر، والدليل على ذلك حركة الناس، وزحمة الشوارع، وضجيج الفرح، وضحكات الأطفال التي يأمل الزغرتاويون أن تُرسَم في قلوب الجميع مع مجيء السيد المسيح. فبرغم الصعوبات، الأحزان والأوجاع، تبقى فرحة عيد الميلاد فرحةً راسخةً ومحفورةً في النفوس، لا تنطفئ ولا تزول.