يوميّات مواطن غبي
عا درب المدرسة !!!
كنت حبّ إتأمّل وجوه الزغار هنّي ورايحين عالمدرسة وهنّي و راجعين من المدرسة، شي
بيضحّك قد منن صادقين! هنّي ورايحين بتشوف ولاد زغار ممشّطين، لابسين، مرتّبين..
بس سبحان الله ، وجوهن مسكّرة، عابسين مكشّرين كأنّن رايحين عالحبس.
وهنّي وراجعين بتشوف ولاد زغار منبوشين، تيابن منكّشة موسّخة، بس سبحان الله
وجوهن كلّها حياة ونشاط وفرح، كأنّن ضاهرين من الحبس.
بس من مدّة ما عدت شوف هالإشيا لا هنّي ورايحين ولا هنّي وراجعين.
ما عدت شوف وجوه الولاد الزغار.
صرت شوف أجسام محنيّة لقدّام، مطويّة عحالها، ووجوه قريبة للأرض...
يعني صرت شوف إجرين وشنطة! شنطة كتب إلها إجرين وعم تتحرّك، وأوقات ببيّن من
تحتها راس.
شنطة تقلها أكتر من 15 كيلو محطوطة عضهر طفالى، الكبير فيهن عمرو تسع سنين!
أوّل مرّة شفت هالشوفة قلت يمكن المدرسة موزّعة عليهن هدايا أو إعاشة : سكّر، رزّ، علب
حليب ....طحين!
بس لمّا صرت شوف هالشوفة كلّ يوم، رحت عالمدرسة القريبة من بيتي، و سألت!
قلّي المدير: حضرتك عندك ولد عنّا؟ قلتلّو: لأ. بس انا مواطن كذا كذا وشرحتلّو إنّو فهماتي
عقدّي وأصول إسأل تا إتعلّم .
قلّي : يا عمّ ..مع إنّو هو أكبرمنّي .. بس هو مدير، احترمني .
يا عمّ ، العلم هالإيّام غير إيّامكن ... مع إنّو هو أكبر منّي ... العلم متقدّم، متنوّع وكلّ نوع بدّو
أربع كتب وطلوع ..آه ! بدّو يكون جيلنا ما تعلّم منيح لهيك صرت أنا مواطن فهماتي مش ...
وتابع المدير: والعقل السليم بالجسم السليم، والجسم السليم لازم يتمرّن عن زغر، تا يساع
العقل السليم ... بقى الشنطة لازم تكون بين الـ12 و الـ 20 كيلو ويحملها الولد على ضهرو منذ
الصغر ... فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر، و بدال ما نحمّلو الحجر يللي لازم ينقش عليه،
عم منحمّلو العلم...
عُلِم يا مواطن ؟؟؟
عُلِم ...! وطلعت من باب المدرسة شفت الأهل يللي ناطرين ولادن فاهمين الموضوع أكتر
منّي لأنّن كانو كلّ ما شافوا ولد زغير طالع من المدرسة يركضو يقبّو الشنطة طلوع تا يشوفو
الوج ّيللي طابب عالأرض ابن مين منن اسم الله ..
الأهل، زملاء مواطنين بتمنّى صير متلن بدال ما ضلّ مواطن غبي ...بس بدّي كتير ..لها السبب
رح ضلّ إسأل .