قائد الجيش يجدّد امام السفراء خطابه الاستقرار والالتزام بقرار السلطة السياسية
السفير السعودي وليد بخاري
لم تكن جولة السفراء المعتمدين في لبنان والقائمن بالاعمال والملحقين العسكريين جولة عادية، بل كانت مدروسة في اطار رد لبنان والجيش على الكلام الاسرائيلي حول جنوب الليطاني. فالجولة التي جاءت في توقيت لافت، في ظل الانتظارات لما سيحمله موعد انتهاء مهلة كانون الاول ومهمة الجيش في جنوب الليطاني، حملت رسائل كثيرة اكدّها قائد الجيش العماد رودولف هيكل، في حضور الديبلوماسيين والعسكريين وابرزهم من الدول المعنية مباشرة بدعم الجيش، كالولايات المتحدة والسعودية وفرنسا .
فالجولة التي بدأت في قيادة قطاع جنوب الليطاني صور واستكملت في تفقد مركز لحلح في خراج علما الشعب، المطلّ على اللبونة، ومن ثم احد الانفاق في وادي زبقين، شملت كلاما مسهبًا لقائد الجيش، واسئلة من بعض السفراء ومنهم الاميركي والفرنسي والبلجيكي. قائد الجيش اكد خطاب الجيش منذ بدء مهمته وهي التمسك بالاستقرار والسلم الاهلي.واستعاد هيكل ادبيات كلامه عن المهمة التي اوكلتها السلطة السياسية الى الجيش والذي يستعد لاي قرار يتعلق بالمرحلة الثانية في حال اتخذت السلطة السياسية هذا القرار.
تحدث هيكل، من دون اي تراجع عن كل ما كان يؤكدّه مرارًا، عن مهمة الجيش التي نفذها في جنوب الليطاني. ولفت الى حادثة يانوح الاخيرة، مؤكًدا ان الجيش وقف الى جانب الاهالي وانه كان مستعدًا للبقاء معهم حتى لو قصف الجيش الاسرائيلي المكان، لان المنزل كان خاليًا من اي سلاح. واكد ان التفتيش تم برضى اهل المنزل وموافقتهم بطلبهم. ولفت الى " البروباغندا " الاسرائيلية في ما يتعلق بما يحصل جنوب الليطاني، واكد في المقابل ان الجيش نفذّ مهمته في حين ان اسرائيل تواصل اعتداءاتها على لبنان.
وبقدر ما كانت لافتة مشاركة السفراء واستيضاحاتهم، كانت لافتة كذلك اطلاعهم على نموذج عن الانفاق التي بناها حزب الله في المنطقة. فيما برزت صورة السفير السعودي وليد البخاري عند مركز لحلح. علمًا ان الجولة تأتي قبل ايام قليلة من موعد اللقاء المرتقب في باريس ويحضره هيكل، من اجل درس امكان مساعدة الجيش والتحضير لمؤتمر دولي لدعمه.

