يوميّات مواطن غبي
رخصة سواقة بالسوبر ماركت
كلّ عيد وانتو بخير: الجميع بمن فيهم المذكورون أدناه!
الست حنّة، جارتنا بالرابع، كانت تنزّل السلّة من البلكون وفيها ليستة الغراض، تنده لأبو وليد... تسحبها مع الغراض، تنزّل المصاري، تسحبها مع الفراطة... ويا عين.
بس الست حنّة لحقت التطوّر، صارت تجرّ بالسوبر ماركت عربيّة. حتّى لو بدّها تجيب علبة طون لازم عربيّة: بتتهدّا فيها، بتسيطر عليها ،بتجرّها متل ما بدّها ومرّات بتجيب ابن بنتها بتحطّو بالعربيّة وبتصير تكزدرو بين الرفوف الغنّاء.
وأنا كمواطن غبي ، بس مهذّب إذا طلعت عربيتي بوجّ عربيّتها لازم غنّج الحفيد حتى ولو لقطني بالكرافات وبلحظتها جرّت حنّة العربيّة لدرجة الإعدام شنقًا.
الست وجيهة كمان بتجرّ عربيّة بين الرفوف وبتوقف... وبتصفن... سمعت عالتلفزيون إنّو لازم تقرا على كلّ علبة شو مكوّناتها وتاريخ صنعها وانتهاء اكسبايرتها... بتصفّ العربيّة متل ما بتصفّ سيّارتها. وأنا، كمواطن مهذّب ومحترم... وغبي... لازم أوقف وراها لأتّو تكوينها الجسدي زائد عربيتها المعورضة بين الرفوف تحجب الرؤية وتؤدّي إلى ضغط سير كثيف.
أمّا الإستاذ محي الدين الوقور، فبيجرّ العربة ومعو تلات وراق: ورقة بالغراض، وورقة بأسعار الغراض بسوبرماركت منافس، وورقة بالعروض يللي وصلتو عالخليوي من كذا ميني سوبر هيبر ماركتات... وتبدأ عمليّة المقارنة بين البورصات العالميّة مستعينًا، أي السيد محي الدين، بكاكالتريس عم تودّع بطاريتها... فبيضطرّ يعيد الحسابات كذا مرّة... ومين واقف وراه بكلّ تهذيب واحترام ومواطنة؟ إيه ...
فيا زملائي حنّة ووجيهة ومحي الدين وكلّ من يجد نفسه معنيًّا، خدوا وقتكن بالسوبرماركت، كرّجوا أحفادكن، استعملوا ما بين الرفوف باركنغ خاصّ، اهتمّوا بصحّتكن وجيبتكن... خدوا وقتكن.. دققوا ، دقدسوا ، احسبوا ...ومن هون تا يركّبوا لعربيّات السوبرماركت زمامير رح جرّب درّب صوتي على كلمات: عفوًا... ممكن... لو سمحت... دستور... بردون... أمّا دينتي فما بدّا تدريب، معوّدة تسمع أجوبة متل: منيح... شو صاير... حلّ يا... دقيقة موسيو ولو...شو بصلتو محروقة.
ورزق الله يا أبو وليد عإيّام تنزيل السلّة.