البابا في اول جولة خارجية يرسم خريطة طريق الحبرية

البابا في اول جولة خارجية يرسم خريطة طريق الحبرية

البابا ليو بابا الفاتيكان في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان يوم 22 نوفمبر تشرين الثاني 2025. تصوير: ريمو كاسيلي (Reuters)

بدأ الاهتمام الغربي بزيارة البابا الخارجية الاولى الى تركيا للاحتفال بذكرى مرور 1700 سنة على مجمع نيقيا، والتي يعقبها بزيارة لبنان.

والبابا الذي يدشن جولاته الخارجية بزيارته الى منطقة الشرق الاوسط المفعمة بالاحداث، يرسم طريقه بخطوتين مميزتين، الاولى في تركيا حيث المناسبة رمزية، وفي لبنان الذي تعصف به المشكلات وتتهدده المخاطر. وهو الذي لا يزال  يلتزم سياسة الخطوات الحذرة والبطيئة، ولم يسجل بعد له اي خطوة ناقصة، لانه يتصرف بغير اندفاع سلفه البابا فرنسيس، اعطى حتى الان صورة المنفتح والمبتسم ولكن ببعض المظاهر التقليدية. 

لذا ستكون اطلالته الاولى الخارجية تحت المجهر، حيث ستكون له كلمات وعظات ترسم الخطوات الاولى لحبريته. وهو وان كان يأتي المنطقة تحت شعار السلام، الذي يعني دول المنطقة، الا انه كذلك معنيّ بدور الكنائس التابعة لروما، في الوحدة مع الكنائس ومع المسلمين. من هنا اهمية لقاءاته مع القيادات الاسلامية في تركيا او في بيروت.

 وزيارته الى تركيا التي تبدأ غدا، لها رمزيتها المسيحية، لانها تعيد التذكير باهمية الوحدة الكنسية عبر قانون الايمان. وهو سيحتفل بالمناسبة مع الكنيسة الارثوذكسية.اما في الشق الاسلامي، فسيكون له لقاء بطبيعة الحال مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان.

في لبنان تختلف الزيارة كليّا، ويبدو اهتمام الاعلام الغربي بها، لجهة حدثين يميّزان الزيارة. الاول يتعلق بمحطة الصلاة في مرفأ بيروت حيث وقع الانفجار. والزيارة الثانية الى دير الصليب الذي يُعنى المستشفى الخاص به بالمصابين بامراض نفسية وعقلية، وهذا في حد ذاته يشكل اهتماما خاصًا بالنسبة ال دور الكنيسة مع المرضى. لبنانيّا، تختلف الاهتمامات بزيارة البابا بين  الاحتفالية السياسية،  تماما كما حصل في عهد الرئيس الياس الهراوي مع البابا يوحنا بولس الثاني، وزيارة دير عنايا التي كان البابا يريدها خاصة للصلاة عند القبر، فتحولت احتفالية على الطريقة اللبنانية.

اما اللقاءات الاساسية التي تعنى بها الكنيسة في شكل خاص، فهي لقاء الشبيبة، لا سيما ان لهذا اللقاء اعتاد الفاتيكان الاهتمام به، لدور الشبيبة في الحياة الكنسية. اضافة الى اللقاء الروحي الاسلامي المسيحي في بلد العيش المشترك والذي يجمل البابا رسالة اليه والى دول المنطقة. من دون ان ننسى  لقاء البطاركة الكاثوليك، لانها سيحمل رمزية خاصة لجهة تعاطي البابا مع الكنائس التابعة لروما، وكيفية ادارتها. وهو ستكون له اشارات خاصة بهذا اللقاء. 

اقرأ المزيد من كتابات كافيين دوت برس