ماكرون والرئاسة التي تطيح بحكوماتها

الرئيس الفرنسي
مرة جديدة تقف فرنسا امام اختبار غير اعتيادي، بعد تقديم رئيس الوزراء المعيّن حديثا منذ 27 يومًا، سيباستيان لوكورنو، استقالته بعد نحو 14 ساعة على اعلانه التشكيلة الحكومية. ولم تكد صحف الصباح تصدر بعناوين تأليف الحكومة وترسم شكوكًا حولها، حتى كان لوكورنو يقدم استقالته، فيقبلها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، لتدخل فرنسا مجددًا ازمة سياسية حادة.
كان الجميع يتوقع فشل حكومة الرئيس المقرّب من ماكرون، لكن سرعة الفشل قياسية، لانها تضع احتمالات فشل اي خيار حكومي آخر على الطاولة. فالوعود التي اطلقها ماكرون للحلفاء لم تنجح، والخصوم يرون انها الفرصة السانحة للمطالبة مجددا بتنحيته قبل انتهاء ولايته بسنتين.
وسارعت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن الى المطالبة بحلّ الجمعية العامة، وهو الامر الذي تسبب اساسًا في كل هذه التجاذبات، حين تسرّع ماكرون في تموز عام 2024 بحلّه طمعًا بالحصول على اغلبية لصالحه، واجراء الانتخابات التي نتج عنها برلمان مؤلف من موازييك غير متجانس، الامر الذي اسقط الحكومات واحدة تلو الاخرى. ماكرون الذي استقبل لوكرونو في قصر الاليزيه، لم يعد امامه خيارات كثيرة، وبلاده تعيش صراعًا داخليًّا غير مسبوق، والانظار الاوروبية تتجه اليه، فيما تدخل اوروبا تحديات امنية وعسكرية مع روسيا. وهو اذ تجاهل الدعوات المتكررة لتنحيه، سيكون امام خيارات مرّة، منها دعوات اليسار لتشكيل حكومة من اليسار، وتشدد اليمين في الدعوة الى حلّ الجمعية العامة، كما تنحيه. وهو اعطى لوكورنو فرصة الى مساء الاربعاء من اجل محادثات اخيرة مع الاحزاب، كمفاوض وليس كرئيس حكومة محتمل مجددا، قبل ان يستعيد المبادرة في يديه ويتحمل المسؤولية اذا فشلت هذه الاتصالات.