المرأة في الملاعب اللبنانية: إنجازات بلا دعم مادي
منتخب لبنان لكرة السلة للسيدات (الوكالة الوطنية)
«كنا ذاهبات إلى بطولة غرب آسيا للأندية في الكويت لكن غياب التمويل منعنا من ذلك»، تقول لاعبة منتخب لبنان للكرة الطائرة، ميرا عدرا لاعبة منتخب لبنان تعبيرًا عن الغياب التام للتمويل لفريق السيدات للكرة الطائرة في لبنان.
تعاني السيدات في مختلف المجالات في شكلٍ عام من فجوة في الأجور بينهنّ وبين الرجال، حتى خلال القيام بالوظيفة ذاتها. وتعاني السيدات في عالم الرياضة من هذه الفجوة في شكلٍ خاص، إذ تقول عدرا لموقع «كافيين دوت برس»، إنّ أجور لاعبات الكرة الطائرة في لبنان هي" صفر"، ولا يحصلن حتى على بدل مواصلات. في حال اجراء مباراة في شمال لبنان، على سبيل المثال، اللاعبات هن مَن يدفعن أجر المواصلات للذهاب اليها، على عكس فريق الرجال للرياضة نفسها، بينما يُخصّص تمويل وأجور للاعبين.
يتكرر الأمر ذاته تقريبًا في رياضة كرة السلة للسيدات . رغم انه لا يوجد الكثير من الفرق المخصصة للسيدات في هذه الرياضة، لكن بعض الأندية تُصّر، على أن يكون هناك دور للسيدات في كرة السلة، مثال على ذلك النادي الرياضي، على حدّ تعبير أمين السرّ في النادي الرياضي، تمام الجارودي. يُخبر الجارودي «كافيين دوت برس» عن صعوبة كبيرة في جذب التمويل لفريق السيدات. اما الحل في رأيه، إنشاء سلسلة تجمع جميع الفرق الرياضية النسائية، تستقطب التمويل وتحمي مصالحها.
تتمثل مشكلة فجوة الأجور بين اللاعبين واللاعبات في التمويل وأهداف المموّلين. ولكن يوجد عنصر آخر هو التغطية الإعلامية.يشرح الجارودي المشهد كالتالي: «نقل المباريات على التلفزيون يجذب الإعلانات والتمويل، فترتفع المبالغ المخصصة للفرق، فيزداد حماس الأندية حتى عدد الفرق، مما يؤدي إلى دفع أجور أعلى». حاليًا، تُشكّل ميزانية فريق السيدات 10في المئة من مجموع ميزانية فريق الرجال، والفجوة هنا واضحة".
والجدير بالذكر في هذا الإطار معلومات حصل عليها «كافيين دوت برس» من مسؤول رياضي، أنّ قناة «أم تي في» التي فازت عام 2024 بمزايدة نقل مباريات كرة السلة لفريقَي الرجال والسيدات، تضمّن الاتفاق معها نقل عدد معيّن من المباريات. لكن القناة التلفزيونية لم تلتزم بالاتفاق في ما خصّ مباريات السيدات، واكتفت العام الماضي بنقل المباراة النهائية للسيدات فقط. حاول «كافيين دوت برس» التواصل مع أحد المسؤولين عن المباريات الرياضية في الـ«أم تي في»، من دون أي تجاوب على الرسائل النصيّة والاتصالات. إلا أنّ أحد العاملين في القناة نفى علمه بوجود أي اتفاق، غير نقل المباراة النهائية.
التفاوت في الرواتب بين اللاعبات واللاعبين، ليس مشكلة لبنانية أو عربية فقط، بل عالمية. إذ يتقاضى لاعبو كرة القدم في إنكلترا رواتب أعلى بنسبة تقارب 17000 في المئة مقارنةً برواتب لاعبات كرة القدم. والصرخة نفسها ترفعها لاعبات كرة المضرب، خاصة مع تطور مستوى اللاعبات في السنوات الأخيرة وتسجيلهنّ أرقامًا قياسية يتفوقّن بها على الرجال.
في لبنان، حقّقت فرق اللاعبات السيدات إنجازات في السنوات الأخيرة. اذ سجّل فريق السيدات للكرة الطائرة الشاطئية تحت الـ 20 عامًا إنجازًا بحصوله على الذهبية والبرونزية في بطولة غرب آسيا في الدوحة. وحصد منتخب لبنان لكرة القدم للسيدات تحت الـ17 عامًا لقب بطولة غرب آسيا 2025. واحتفظ منتخب لبنان للسيدات في الكرة الطائرة بلقب بطولة غرب آسيا بنسختها الثانية، التي أقيمت في العاصمة الأردنية عمّان. ويُمكن ذكر أمثلة عديدة أخرى في كرة السلة، والرماية…
هذه الانجازات دليل على تقدم مستوى اللعب لدى السيدات وتطورهنّ في شكل ملحوظ، مما يجب أن يعزز إعطائهنّ فرصًا أوفر. تكرّم وتحتفل وزارة الشباب والرياضة بهذه الانجازات والبطولات، ولكن عمليًّا لا يبدو أنّ الوزارة أو الممولين مهتمون فعلًا بدعم السيدات ماديًّا ليتطورن أكثر.
لماذا تستمر السيدات باللعب في ظل غياب حقوقهنّ واللامساواة بينهنّ وبين الرجال؟ «الشغف»، تجيب ميرا عدرا.