هو كتاب للمفكر الإيطالي موريتسيو لازاراتو، يتناول فيه العلاقة العميقة بين الرأسمالية والحرب وهيمنة الدولار الأميركي على الاقتصاد العالمي. ينطلق لازاراتو من فكرة محورية مفادها أن الحرب ليست استثناءً داخل النظام الرأسمالي، بل تمثّل إحدى آلياته الجوهرية، إذ لا يتوسع رأس المال إلا عبر العنف، سواء كان عسكرياً أم اقتصاديًا.

يرى الكاتب أن الدولار تحوّل من عملة وطنية إلى أداة امبريالية تُستخدم للهيمنة على العلاقات الدولية، وتمكّن الولايات المتحدة من فرض سياساتها على الدول من دون الحاجة إلى تدخل عسكري مباشر. فالحروب المعاصرة لم تعد تُخاض فقط بالسلاح، بل أيضًا عبر الأسواق والديون والعقوبات الاقتصادية، التي تعيد إنتاج السيطرة الأميركية على النظام المالي العالمي.

ينتقد لازاراتو بعض المفكرين اليساريين الذين ركّزوا على قضايا الثقافة والسلطة وتجاهلوا البعد الحربي في الرأسمالية، تحديدًا فوكو، واستعاد أفكار لينين وروزا لوكسمبورغ ليُبرز أن العنف المالي هو الوجه الحديث للعنف العسكري، وأن المصارف والسياسات النقدية باتت أدوات حرب بأشكال جديدة.

تكمن أهمية الكتاب في أنه يوسّع فهمنا للإمبريالية في عصر العولمة، ويكشف كيف تُمارس القوة النقدية الأميركية دوراً مركزياً في إعادة تشكيل السياسة والحرب والإعلام معاً. هو قراءة نقدية لفهم عالم تُدار حروبه اليوم بالعملة لا بالرصاص.