يُقيّم الأفراد بعضهم البعض حسب العلامات التجارية التي يرتادونها. نوع الحذاء الرياضي، وحقيبة اليد، ونوعية الأكسسوار التي ترتديها، تُحدّد قيمته الاجتماعية لدى مجموعة من الناس. وهذه الأمور المادية هي بالنسبة إلى كثيرين أهم من أفكارك وأخلاقك ومسارك الحياتي. هؤلاء، للأسف، يزداد عددهم على امتداد الكوكب. فأكثر من أي زمن مضى، أصبحت الأزياء مادة سياسية، تُعمّق عدم المساواة والعنصرية. 

في «كتاب الموضة المناهض للرأسمالية»، تُحلّل الصحافية تانسي إي. هوسكينز خيوط الصناعة الرأسمالية لتكشف حقيقة الملابس التي نرتديها. تتحدّث عن العلامات التجارية التي تُغرينا باستهلاك المزيد، عبر إشعارنا بأنّنا عديمي القيمة من دونها، وتستقصي أوضاع العمّال الذين يُخاطرون بحياتهم في ظروف عمل خطيرة، وتُعذّب الحيوانات، وتُبعث المواد الكيمائية السامة، من أجل أن تتراكم الأموال في جيوب البعض الذين يبنون سلاسل توريد استعمارية. «يُمكننا أن نفعل أفضل من هذا»، تقول هوسكينز، التي تعتبر أنّه لنشعر بالراحة فعلياً علينا إعادة تشكيل النظام وضمان ألا يكون هذا «موسمنا الأخير».