تكاد التطورات السورية  تتلاحق بسرعة قياسية. فبعد الزيارات السورية الى نيويورك وواشنطن، ودخول الطرفين السوري والاميركي في نقاش مستمر حول تطورات سوريا وترسيم اوضاعها الداخلية، والتفاهم مع قوات سوريا الديموقراطية " قسد"، جاءت زيارة الرئيس السوري احمد الشرع الى روسيا، ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتفتح الباب امام اسئلة حول مستقبل العلاقة بين البلدين، ومصير الرئيس السوري السابق بشار الاسد.

الشرع اكدّ ان بلاده ستلتزم الاتفاقات السابقة مع موسكو في اشارة الى الاتفاقات العسكرية التي سمحت بوجود قاعدتين روسيتين على المتوسط. فيما اكدّ بوتين من جهته عزمه على تعزيز العلاقات مع دمشق، مذكّرا بالعلاقات التاريحية بينهما. 

لكن رغم الايجابية التي طبعت تصريحات الرئيسين، فان ملفات عدة تبقى عالقة بين البلدين. فروسيا كانت قد وقفت الى جانب الاسد طوال سنوات الحرب الدائرة فيها، الى جانب ايران، وهي ساهمت عسكريا وميدانيا في تعزيز وجود النظام السوري السابق. وامنّت اللجوء للاسد، الذي يريد الشرع محاكمته. وهذه النقطة يعوّل عليها الشرع في محاكمة "كل مجرمي الحرب" والاسد من بينهم. لكن من المستبعد ان توافق موسكو على تسليم الاسد. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اكد قبل يومين ان بلاده منحت الاسد وعائلته اللجوء لاسباب انسانية بحت، نافيًا في الوقت نفسه التقارير التي تتحدث عن تعرض الاسد للتسمم.