هو كتاب سهل وغنيا للكاتبين الأميركيين عزرا كلاين وديريك طومسون. يُشكّل دعوة للنظر إلى المستقبل بتفاؤل واقعي، في زمن يطغى عليه الخوف من الأزمات والفقر والانهيار. الفكرة الأساسية للكتاب أنّ البشرية تمتلك اليوم الأدوات التي تمكّنها من تحويل الندرة إلى وفرة، بفضل الثورة التكنولوجية المتسارعة في مجالات الطاقة، والمياه، والزراعة، والتعليم، والصحة. يرى المؤلفان أنّ التقنيات التي كانت حكرًا على الحكومات أو الشركات الكبرى أصبحت في متناول الأفراد، ما يفتح الباب أمام حلول مبتكرة يقودها أشخاص عاديون أو روّاد أعمال من كل أنحاء العالم. 

لا يغيب عن الكتاب نقده الضمني لسياسات الولايات المتحدة التي تضع التكنولوجيا أحيانًا في خدمة السوق والسلاح بدل خدمة الإنسان. فـ «الوفرة» لا تتحقق تلقائيًا، بل تحتاج إلى توجيه سياسي وأخلاقي يمنع احتكار المعرفة ورأس المال بيد القوى الكبرى. 

تكمن أهميته في أنه يجمع بين التفاؤل العلمي والنقد السياسي، مذكّرًا بأن التكنولوجيا يمكن أن تحرّر أو تقيّد، تبعًا لمن يملكها وكيف تُستخدم.