"الجهادي السابق" في البيت الابيض لمحاربة "داعش"

"الجهادي السابق" في البيت الابيض لمحاربة "داعش"

كان الرئيس اللبناني جوزف عون يزور بلغاريا ويلتقي رئيسها. وكان الرئيس احمد الشرع يلتقي الرئيس الاميركي دونالد ترامب في البيت الابيض. هو الفارق بين صورتين ومصافحتين.

غفرت واشنطن كل خطايا الشرع، الذي تحول نجمًا في  لعب كرة السلة على ارضها، وأزالت عن سوريا  العقوبات تدريجًا، وسحبت عنه توصيفه كأرهابي، في وقت كانت دمشق تعلن عن افشال عمليتين  لتنظيم "داعش" لاغتيال الرئيس الذي تولى ادارة سوريا قبل اقل من سنة. كما كان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يلتقي موفد ترامب وصهره جاريد كوشنير ليدور البحث حول غزة وسوريا.

الزيارة الاولى لرئيس سوري منذ ان استقلّت سوريا عام 1946، والزيارة الثانية للشرع الى الولايات المتحدة بعد مشاركته في الجمعية العمومية للامم المتحدة ولقائه القصير مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب، الذي كان التقاه  للمرة الاولى في الرياض. وهي تؤشر الى فصل جديد من العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا وتعليق واشنطن اهميّة كبرى على دور دمشق في المرحلة المقبلة، ازاء العلاقة مع اسرائيل والاحتمالات المفتوحة على سلام معها.

لا شك ان صعود نجم الشرع وانفتاحه الدولي، ومشاركته قبل زيارة واشنطن في قمة المناخ في البرازيل، تعطي لسوريا موقعًا جديدًا في خريطة المنطقة، وهي تستقبل كل يوم وفودًا غربية وعربية، بعضها يركز على قضية اللاجئين السوريين وبعضها على قضايا مكافحة الارهاب، والاهم البحث في مستقبل علاقة سوريا واسرائيل. وهذا الجانب الذي تهتم به الولايات المتحدة. عدا عن بحث فرص الاستثمار في سوريا. والشرع خصص جانبًا مهمًا من لقاءاته في واشنطن للاستثمار والواقع الاقتصادي في سوريا.  

ورغم كل ما يشوب الوضع السوري الحالي من تطورات عصفت بالساحل السوري ومن ثم احداث السويداء، والدخول الاسرائيلي على الجنوب السوري، فان اهتمام العواصم العربية والغربية ينصبّ على ضبط الاستقرار في سوريا تمهيدًا لمرحلة التواصل مع اسرائيل واستشكاف مدى قدرة الشرع على القفز فوق الاعتبارات الكثيرة، واقامة حدّ يتراوح بين التطبيع والسلام الكامل والانضمام الى الاتفاقات الابراهيمية.

صورة الشرع وترامب ستكون الصورة الاكثر تداولًا حين يسعى الرئيس السوري الى تكريس دوره في مجال مكافحة الارهاب على الصعيد الدولي وهو الآتي من تنظيم كان مصنفًا ارهابيًّا، ونقل سوريا من فصل  تاريخي الى آخر، خلال اقل من سنة على الاطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد. 

اقرأ المزيد من كتابات كافيين دوت برس